هل أنا بستاني سيئ؟ دروس من حديقتي الخلفية

ADVERTISEMENT

حديقتي المنزلية تمنحني فرحًا وتسبب لي قلقًا في وقت واحد. أحبها وأعتني بها رغم أنني لا أملك مهارة البستانيين المحترفين. بدأتُ زراعتها قبل أكثر من عشر سنوات، حين كانت ابنتاي صغيرتين. أردت أن تتعلقا بالطبيعة، فبنينا معًا حوضًا مرتفعًا وزرعنا فيه الطماطم والخس والخيار. مع مرور السنوات، اتسعت الحديقة، وكبرت الفتيات إلى جانبها، لكن اهتمامهما بها خفّ.

أرى الحديقة وكأنها أخت لهما. هي هواية فقط، لكنني أعاملها ككائن حيّ أرعاه مثل أفراد عائلتي. لا أستخدم المبيدات ولا السماد الجاهز؛ أحضر بعضه بنفسي، رغم أنني غير واثقة من جودته. الحديقة لا تعطي دائمًا ما أتمناه، لكن ملمس التربة وصوت الطيور وطنين النحل يمنحني هدوءًا غريبًا.

ADVERTISEMENT

الري يشكل عبئًا مستمرًا. أجمع ماء الأمطار في برميل، وأتجنب ماء الصنبور لتوفير الموارد، خصوصًا في أشهر الجفاف. أشجار السياج الشرقي تحجب ضوء الشمس عن النباتات، ورغم رغبتي في تحسين الوضع، لا أتحمل فكرة قطع شجرة جميلة مثل شجرة التوليب.

قرأت يومًا عن مزرعة الكاتبة جيليان أمات، فانجذبت إلى طريقتها في العناية بالأرض. بدت حديقتي صغيرة بجانبها، لكن بدل الغيرة، شعرت بالامتنان لما أملكه رغم بساطته. هذا الإحساس زرع فيّ تواضعًا وشعورًا بأنني جزء من الأرض.

لست بستانية مثالية، لكن الزراعة تمنحني الطمأنينة والهدوء. أحيانًا أزرع، وأحيانًا أقف لأراقب النباتات بصمت. حتى حين تسبب لي توترًا أو خيبة، لا أستطيع الابتعاد عن الحديقة. وجودها علّمني الصبر والرضا والارتباط بالطبيعة.

ADVERTISEMENT

الآن سأخرج لأشعر بدفء الشمس، لأسقي وأزيل الأعشاب، وأكلم نباتاتي التي أعتبرها رفاقًا صغارًا. سأقول لها إنني فخورة بها، وأعتذر عن حال العالم الذي نعيش فيه. فالحديقة، رغم صغر حجمها، تحمل في داخلها معاني كبيرة.

toTop