طاقة الاندماج: مستقبل على بعد 30 عاماً، ولكن الفوائد سنحصدها قبل ذلك بكثير

ADVERTISEMENT

يُعدّ الاندماج النووي، أي دمج نوى الهيدروجين لإطلاق طاقة ضخمة كما تفعل الشمس، من أبرز خيارات الطاقة المستقبلية. لا يُنتج الاندماج، بخلاف الانشطار، سوى طاقة نظيفة وآمنة ونفايات مشعة قليلة، فيُصبح مصدراً مستداماً.

بدأت أبحاث الاندماج في خمسينيات القرن الماضي، وتَوّجت بإنشاء جهاز «توكاماك» في الستينيات، وهو قفص مغناطيسي لا يزال أساس التجارب. توسّعت الجهود عالمياً عبر عقود، فظهر مشروع JET في المملكة المتحدة وTFTR في الولايات المتحدة. أسهم المشروعان في إطلاق المفاعل التجريبي الحراري الدولي «ITER»، أكبر تعاون علمي عالمي، ويُرتقب أن يُشغّل أول بلازما فيه عام 2025.

ADVERTISEMENT

لا تعمل أي محطة اندماج حتى اليوم، لكن الهدف هو الوصول إلى «مكسب الطاقة الصافي»، أي أن يُخرج المفاعل طاقة أكبر من التي يدخلها. إلى جانب ITER، تسعى منشأة الإشعال الوطنية الأميركية NIF وشركات ناشئة مثل TAE Technologies وCommonwealth Fusion Systems إلى تطوير بدائل تشمل الحصر العطالي وتوكاماكات مطوّرة.

شهدت السنوات الأخيرة تقدماً واضحاً، أبرزه تجربة NIF عام 2022 التي أنتجت تفاعلاً اندماجياً خرجت منه طاقة فاقت المدخلة، فكان إنجازاً لافتاً. ساعدت تطورات المغانط فائقة التوصيل والذكاء الصناعي والنمذجة الحاسوبية على تسريع الوصول إلى بلازما مستقرة.

ADVERTISEMENT

رغم أن الاستخدام التجاري للاندماج يحتاج وقتاً، فإن الرحلة العلمية تُعطي ثماراً فورية. تُترجم التطورات في الهندسة والتكنولوجيا والفيزياء إلى فائدة في مجالات التصوير الطبي والإلكترونيات ومعالجة المواد. يعزز مشروع ITER التعاون الدولي ويُنمّي مهارات العلماء والمهندسين الشباب، فيصبح الاندماج وسيلة لتغيير المستقبل عبر العلم والاستدامة.

toTop