ما هو أبرد مكان في النظام الشمسي؟

الفضاء شديد البرودة، ويبلغ حرارته نحو 2.7 كلفن، أي حوالي 270.45 درجة مئوية تحت الصفر. السبب في هذا البرد الشديد هو غياب الأجسام التي تمتص أشعة الشمس. ورغم أن الفضاء الخالي يكون كذلك، فإن بعض الأجسام داخل النظام الشمسي مثل الكواكب والكويكبات تكون أكثر دفئًا لأنها تمتص الطاقة الشمسية. لكن، ما هو أبرد مكان داخل النظام الشمسي؟

لقياس درجات الحرارة في الفضاء، يستخدم العلماء تقنيات تعتمد على مراقبة الأشعة تحت الحمراء والميكروويف التي تصدرها الأجسام، أو من خلال تقديرات تعتمد على كمية الضوء الشمسي التي تصل إليها. ويشير الخبراء إلى أن قياس حرارة الفضاء لا يكون دقيقًا تمامًا بسبب طبيعة علم الفلك الملاحظة، ما يجعل الأرقام دائمًا تخمينية وتعتمد على النماذج المستخدمة.

المثير أن أبرد مكان معروف حاليًا في النظام الشمسي ليس بلوتو، بل على الأرجح في القطب الجنوبي للقمر. ففي عام 2009، كشفت مركبة الاستطلاع القمري التابعة لناسا عن وجود "فوهات مظللة" دائمًا، قد تكون موطنًا لأقل درجات الحرارة في النظام الشمسي. وتوصل باحثون من جامعة أريزونا إلى أن هذه الفوهات "المظللة مرتين" محمية بالكامل من أشعة الشمس المباشرة وغير المباشرة، ما يجعلها شديدة البرودة.

تُقدّر حرارة هذه الفوهات بنحو 25 كلفن (أي -248.15 درجة مئوية)، ما يجعلها أبرد من متوسط حرارة سطح بلوتو، والبالغ 40.4 كلفن، بحسب وكالة ناسا. وقد تحتوي هذه "الفخاخ الباردة" على جليد الماء وغازات متطايرة مثل ثاني أكسيد الكربون والأرجون. ومع ذلك، هناك مناطق أبعد مثل سحابة أورت قد تكون أكثر برودة، إن تم اعتبارها ضمن النظام الشمسي.

بالمقارنة، أبرد درجة حرارة على سطح الأرض سُجلت في محطة فوستوك في القارة القطبية الجنوبية ووصلت إلى -89.2 درجة مئوية. أما في المختبر، فقد حطم علماء ألمان الرقم القياسي لأقل درجة حرارة تم التوصل إليها صناعيًا، حيث وصلت إلى -273.15 درجة مئوية. لكن من حيث الظواهر الطبيعية، تشير البيانات إلى أن الفوهات القمرية المظللة قد تكون الأبرد على الإطلاق في النظام الشمسي - ما لم تُحتسب سحابة أورت.