بريق الإرث الحضاري والمعماري في وادي دوعن باليمن

ADVERTISEMENT

وادي دوعن يقع في محافظة حضرموت اليمنية، وهو من أكثر الأماكن غنى بالتاريخ والثقافة والطبيعة الخلابة. لم يُدرج اسمه بعد ضمن قائمة التراث العالمي، لكن خبراء كثيرين يرونه من المواقع التي تستحق الاعتراف الدولي.

الوادي يتميز بتكوين جغرافي نادر، ينقسم إلى فرعين: أيمن وأيسر. يحدّه من الشمال الحريضة ووادي العين، ومن الغرب الدليعة وعمد، ومن الجنوب وادي الحجر، ومن الشرق المكلا وغيل با وزير. تبلغ مساحته نحو 3046 كيلومتراً مربعاً، ويسكنه أكثر من 43 ألف نسمة حسب إحصاء 2004، وعاصمته مدينة صيف.

اسم "دوعن" أخذه من اللغة الحميرية، ومعناه "الوادي". البعض ينطقه "دوعان" لأنه يتفرع إلى واديين. نشأ فيه سوق "عرف"، من أقدم الأسواق التاريخية، وكان ملتقى للقبائل على مر العصور.

ADVERTISEMENT

يُرجح أن وادي دوعن من أقدس المواطن التي سكنها الإنسان. الاكتشافات الأثرية، مثل ما وجدته البعثة الروسية في مدينة الهجرين، تُظهر غنى المنطقة حضارياً وتاريخياً. سكنه الحضارم والحميريون والرومان، ثم تمركز فيه العثمانيون والبريطانيون، فأصبح نقطة استراتيجية عبر العصور.

اليوم يواجه الوادي تراجعاً في الموارد الطبيعية والزراعية، وتهديداً من تجار ومقاولين، ما يضغط على هويته التراثية والبيئية. رغم ذلك، بدأت مشاريع ترميم تهدف إلى حفظ معالمه، أبرزها القرى التاريخية: بقصان، حيد الجزيل، والخريبة.

قبل عام 2005 كانت الطرق الوعرة تعيق الوصول، لكن رصف طريق الجهة اليسرى سهّل التنقل. لا يزال الوادي يحتفظ بجماله الطبيعي: شلالات، واحات، مناخ حار جاف، وجبال وعرة.

ADVERTISEMENT

السكان المحليون معروفون بالكرم والتمسك بالتقاليد. يقدم الوادي أطباقاً تقليدية مثل بنت الصحن والعصيدة، وبنيانه يعتمد على الطين والطوب الحضرمي. يُعد وجهة فريدة لمن يهوى الثقافة والتاريخ والطبيعة الساحرة.

toTop