بابل... الإمبراطورية المحفورة في ذاكرة التاريخ

ADVERTISEMENT

بابل، المدينة الأشهر في بلاد الرافدين القديمة، تقع أنقاضها في العراق الحديث جنوب غرب بغداد. اشتق اسمها من «باب-إيل» بمعنى «باب الله»، وكانت مركزًا ثقافيًا ودينيًا ناشطًا. ذكرها المؤرخون اليونانيون بإجلال، وارتبط اسمها بحدائقها المعلقة، إحدى عجائب الدنيا السبع.

ورد اسم بابل في الكتب السماوية. في الكتاب المقدس ارتبطت بقصة برج بابل في سفر التكوين، وذُكرت نقدًا في أسفار دانيال وإرميا وإشعياء، وفي سفر الرؤيا، ما منحها صورة سلبية. في القرآن الكريم، ذُكرت في سياق تعليم السحر على يد هاروت وماروت في موقف تحذيري.

ADVERTISEMENT

نشأت بابل قبل عهد سرجون الأكادي، وتحولت إلى عاصمة كبرى في عهد الملك حمورابي الذي وحد بلاد ما بين النهرين، وأصدر قانونًا شهيرًا عُرف بـ«قانون حمورابي». في عهده، أصبحت بابل من أقوى مدن العالم آنذاك.

بعد وفاته، سقطت المدينة بيد الحيثيين ثم الكاسيين الذين أطلقوا عليها اسم كاراندونياش. لاحقًا، خضعت لحكم الكلدانيين والآشوريين، أبرزهم نبوخذنصّر، مؤسس الإمبراطورية البابلية الجديدة. في عام 539 ق.م، استولى عليها كورش الفارسي، ثم جاء بعده الإسكندر الأكبر.

ارتبطت الزقورة البابلية بقصة برج بابل بسبب تشابه لغوي بين الأكدية والعبرية. وصف هيرودوت بابل بأنها مدينة ضخمة محاطة بجدران عالية وخندق مائي، وعدّها من أعظم مدن العالم آنذاك.

ADVERTISEMENT

بدأ الكشف عن بابل في القرنين 17 و18 عبر بعثات أوروبية، وتوسعت التنقيبات في القرن 19 لإعادة اكتشاف آثارها الكبرى. في الثمانينيات، جرت محاولات ترميم، وأُدرجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2019.

في التفسير الرمزي للتوراة والإنجيل، تُعد بابل رمزًا للقوة العالمية الظالمة، وتُربط بنبوءات مستقبلية. رغم زوالها، تبقى بابل رمزًا تاريخيًا وثقافيًا في الذاكرة الإنسانية.

toTop