كيف تكشف بصمات الأصابع عن الحرفيين الذين صنعوا التماثيل المصرية القديمة

ADVERTISEMENT

أظهرت دراسة حديثة أجرتها عالمة الآثار ليوني هوف من جامعة أكسفورد تفاصيل جديدة عن صانعي التماثيل الطينية في مدينة ثونيس-هرقليون المصرية القديمة، وذلك من خلال تحليل بصمات الأصابع المحفوظة على التماثيل المكتشفة. كانت المدينة معروفة بمعابدها وأسواقها، لكن حياة من صنعوا هذه القطع ظلت غير واضحة حتى وقت قريب.

أُنشئت ثونيس-هرقليون في القرن الثامن قبل الميلاد، وازدهرت في العصرين الصاوي والبطلمي، وكانت نقطة تجارية مهمة عند مصب فرع النيل الكانوبي. ساهمت في تنظيم التجارة والدفاع، وتفاعلت ثقافيًا مع اليونانيين، من بينها وجود معبد مخصص للإلهة أفروديت. حين انتقلت التجارة إلى الإسكندرية، بدأت المدينة بالتراجع تدريجيًا، لكنها احتفظت بمكانتها الدينية، خاصة في طقوس عبادة آمون-غريب لدعم شرعية الحكم البطلمي.

ADVERTISEMENT

تعرضت المدينة لاحقًا لكوارث طبيعية، أبرزها زلزال أدى إلى غمر جزء كبير منها تحت البحر، وظلت مفقودة حتى اكتُشفت مجددًا عام 1993. قاد عالم الآثار فرانك جوديو أعمال الحفر التي أظهرت أن "ثونيس" و"هيرقليون" هما اسمين لنفس المدينة. ومن بين القطع الخزفية المكتشفة، عُثر على نحو 60 تمثالًا طينيًا، تسعة منها تحمل بصمات أصابع واضحة.

استخدمت الدراسة كثافة خطوط البصمات لتحديد جنس وعمر 14 فردًا شاركوا في صنع التماثيل. أظهرت النتائج أن الذكور والإناث ساهموا في الصناعة بنسب متقاربة، مع مشاركة إناث بدرجة أكبر في التماثيل المصرية مقارنة باليونانية. أُنتجت خمس تماثيل محليًا، وربما واحدة في الإسكندرية، وأُدخلت أربع من مناطق مثل اليونان وإيطاليا. اعتمد التحليل على مقارنة البصمات مع بيانات سكان مصر المعاصرين، مع مراعاة انكماش الطين المصري واليوناني أثناء التجفيف. ورغم عدم إمكانية التأكد من عمل شخص واحد على تماثيل متعددة، ساعدت الدراسة في رسم صورة أولية عن صناع هذه القطع القديمة.

toTop