أسطورة الضحّاك ملك الأفاعي

ADVERTISEMENT

الضحاك، يُعرف في الفارسية بـ"بيوراسب" وفي أوروبا بـ"زوهاك". هو شخصية أسطورية ترمز للطغيان والشر. أصله من نسل عربي، ووالده مرداس ملك بار. أغواه إبليس حتى قتل أباه وأخذ الحكم. لاحقاً، ثار الفرس على ملكهم الظالم جمشيد، فلجأوا إلى الضحاك. جاء من اليمن بجيش، هزم جمشيد بعنف، وتولى الحكم. بقي عقوداً طويلة، ينشر العذاب والظلم.

تقول الأسطورة إن إبليس عاد بخدعة. تزيّى بطباخ، وطلب مكافأة تقبيل كتفي الضحاك. خرج من المكان ثعبانان يسببان ألماً مستمراً. نصحه شيطان آخر بإطعامهما أدمغة بشرية. بدأ يقتل شابين يومياً لإرضائهما. بلغ الظلم أقصاه حين أراد ذبح ابن الحداد كاوه. ثار كاوه ورفض شهادة عدل الضحاك.

ADVERTISEMENT

قاد كاوه انتفاضة شعبية. رفع راية من جلد حداده. انضم إليه الناس ونادوا بالأمير النبيل أفريدون. تنبأت الأساطير بظهوره. وُلد أفريدون سراً خشية بطش الضحاك، ونُقل رضيعاً إلى قرية نائية. لما ظهر، اجتمع الناس مع كاوه، هاجموا قصر الضحاك، وهزموه بعد معركة عنيفة.

أوثق أفريدون الضحاك بسلاسل من جلده، ونفاه إلى جبل دنباوند. الروايات تقول إنه لا يزال هناك، يُعذّب حتى يوم القيامة. يرجع أصل اسم "الضحاك" في الأفستا إلى صيغة شيطانية تعني "الثعبان الشرير". روايات ما قبل الإسلام تصف ميلاده ككائن خرج من أهريمن، يجسد الفتنة والخراب.

ADVERTISEMENT

ذكرت مصادر إسلامية وعربية مثل تاريخ الطبري ومروج الذهب نسب الضحاك ملكاً عربياً ارتبط بالفراعنة. بينما نسبت مصادر فارسية مثل الشاهنامة أصله إلى سلسلة ملوك أسطوريين. تبقى شخصية "الملك الأفعى" رمزاً للشر والاستبداد في التراث الإيراني والعربي والإسلامي، يُذكر دائماً في أساطير العدل والثورة والمقاومة.

toTop