أسطورة وباء الوحدة

ADVERTISEMENT

رغم أن حكومات مثل المملكة المتحدة واليابان عيّنت “وزراء للوحدة” واعتبرت الشعور بها أزمة صحية عامة، لا تُظهر البيانات الحالية وجود “وباء عالمي للوحدة”. مراجعة بحثية خلصت إلى أن أدوات قياس الوحدة تختلف بين الدراسات، وغالبًا ما تخلط بين العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة دون تمييز، ما يُضعف قيمة الأدلة المتوفرة.

قياس الوحدة صعب لأن تعريفها غير واضح. الناس يصفون تجربتهم بأشكال متباينة: البحث عن مزيد من العلاقات، حاجة القبول، غياب المعنى، أو الشعور بعدم الانتماء. التحولات التكنولوجية والنماذج الحضرية تثير مخاوف من اتساع الفجوة الاجتماعية، ودراسة أظهرت تراجع عدد الأميركيين الذين يتحدثون مع أحد عن “مواضيع هامة”. لكن النتائج تُنتقد بسبب ضعف المنهجية واحتمال التحيّز أو الإجهاد أثناء الاستطلاع.

ADVERTISEMENT

إحصاءات حديثة تشير إلى انخفاض الوقت الذي يقضيه الأميركيون وجهاً لوجه بنسبة تتجاوز 20 % منذ 2003. هذه الأرقام لا تحتسب التواصل الرقمي الذي يشكّل جزءاً كبيراً من حياة كثيرين، خصوصاً ذوي الإعاقة أو المهاجرين أو الفئات المهمَشة. العزلة لا تعني الشعور بالوحدة تلقائياً؛ الإنسان قد يكون محاطاً بالناس ويشعر بالانفصال الداخلي، أو يعيش وحيداً ويكون مرتاحاً نفسياً بعلاقات قليلة لكن ذات مغزى.

التحدى الأكبر يبقى سياسياً وعملياً: ما الذى ينبغى معالجته؟ دافع الوحدة يختلف من شخص لآخر: الاغتراب، غير المُقدَّر، فقدان الهدف، أو الانقطاع عن الجماعة. هذا التنوّع يستبعد مقاربة واحدة. بينما يحتاج فريق إلى بنية اجتماعية تسهِل التجمعات، يحتاج آخرون إلى دعم نفسي أو سياسات إدماج. مع تزايد قائمة الأولويات الصحية العامة وندرة الموارد، يُطرح سؤال: هل الوحلة هى الأولوية القصوى؟

toTop