ماذا يدور في عقول الأطفال؟

ADVERTISEMENT

تُظهر الدراسات أن الأطفال يدركون مفاهيم غير ملموسة قبل تعلم الكلام، إذ يربطون أصواتًا بأشكال معينة ويُميزون بين أفعال مختلفة قبل نطق أي كلمة. تتعمق الأبحاث في الفرق بين بنية الدماغ الفطرية وتأثيرات الثقافة، وتسلط الضوء على مراحل الإدراك البشري المبكر ودورها في فهم العلاقة بين اللغة والعقل.

يُعتقد غالبًا أن الكلمات تسبق التفكير، لكن سلوك الرضع يشير إلى العكس. قبل أن يتكلموا أو يعرفوا أنفسهم في المرآة، يميلون إلى ربط الأشكال المستديرة بأصوات ناعمة، والأشكال الحادة بأصوات حادة. يدل ذلك على أن بعض الأنماط الإدراكية تتشكل داخل الدماغ، بمعزل عن السياق الثقافي.

ADVERTISEMENT

تُظهر إحدى الدراسات أن الأطفال يُدركون من هو الفاعل ومن هو المفعول به في مشاهد بسيطة، مما يدل على وجود قواعد نحوية داخلية قبل تعلم اللغة. تُعد هذه الظاهرة جزءًا مما يُسمى "لغة تشومسكي"، وهي بنية إدراكية مجردة لا تعتمد على الكلمات أو التواصل، بل تُشكل أساسًا بيولوجيًا للتفكير.

هذا الطرح يعيد النظر في الوظيفة الأصلية للغة البشرية. إذا كانت اللغة أداة للتفكير أكثر من كونها وسيلة للتواصل، فإنها تُبنى داخل إطار عقلي موروث، تتكامل معه الكلمات التي نتعلمها من الثقافة. تدفع هذه الرؤية نحو فهم أعمق للذكاء الاصطناعي، الذي يفتقر إلى البنية البيولوجية التي تُغذي فهم الواقع عند البشر.

ADVERTISEMENT

ويُمثل ذلك جانبًا حاسمًا في النقاش حول قدرات الذكاء الاصطناعي. إذا كان فهم البشر للواقع نابعًا من جذور بيولوجية، فإن تقليد هذا الفهم في أجهزة اصطناعية يصبح محدودًا. أما إذا كانت المعرفة تُبنى بالكامل من خلال اللغة المكتسبة، فقد ينافس الذكاء الاصطناعي الإدراك البشري. تبرز هذه القضايا كسؤال مركزي في علم الأعصاب المعرفي، حول الفرق بين اللغة للفهم واللغة للتواصل.

toTop