علماء الفلك يكتشفون ”كويبو“، أكبر بنية منفردة في الكون المعروف

ADVERTISEMENT

حقق علماء الفلك خطوة واضحة في علم الكونيات عندما عثروا على «كويبو»، وهو أكبر بنية معروفة حتى الآن. يبلغ طولها نحو 1.4 مليار سنة ضوئية، وتضم 68 عنقوداً مجرياً تقريباً، وكتلتها تعادل 200 كوادريليون مرة كتلة الشمس، متقدمة على بنى مثل عنقود لانياكيا وسور سلون العظيم.

ظهر كويبو بعد تحليل بيانات مسح السماء بالأشعة السينية من القمر الصناعي «روسات». تتبع الفريق الإشعاع الناتج عن الغاز الساخن داخل عناقيد المجرات، فرسموا بذلك أشكالاً واسعة. من بين خمسة هياكل فائقة حُددت، كان كويبو الأكبر والأكثر تعقيداً.

ADVERTISEMENT

اختير اسم «كويبو» من نظام إنكا القديم الذي يستخدم الحبال المعقودة لحفظ المعلومات؛ تبدو المجرات في البنية مثل تلك الحبال، في صورة شبكة مترابطة من العناقيد والخيوط.

تكشف البنية تفاصيل مهمة عن توزيع المادة، خاصة المادة المظلمة التي تمثل الجزء الأكبر من كتلة كويبو. لا ترى المادة المظلمة ولا تتفاعل مع الضوء، لكن كتلتها تظهر عبر الجاذبية. يدفع الاكتشاف إلى مراجعة النماذج التي تصف تطور البنى الضخمة وتوزيع الطاقة المظلمة.

استُخدمت تقنيات متقدمة: رصد الأشعة السينية لتحديد العناقيد، عدسة الجاذفية لقياس الكتلة، وقياس الانزياح نحو الأحمر لحساب المسافات وسرعات المجرات. مع تحسن الأدوات، تطورت خرائط البنى الكونية رغم صعوبة حجمها وخفوت أجرامها.

ADVERTISEMENT

يفتح الاكتشاف باب دراسات مقبلة تشمل رسم خرائط دقيقة لكويبو، تحليل ارتباطه بالمادة المظلمة، وتقييم تأثيره في تطور المجرات. سيفحص العلماء أيضاً تفاعله مع الخلفية الميكروية الكونية عبر تأثير ساكس-وولف، ما قد يحدد قيمة أدق للطاقة المظلمة ولمعدل توسع الكون.

يشكل كويبو منعطفاً في أبحاث الفلك، يعمق فهمنا لبنية الكون المترابكة، ويزيد فرص كشف أسرار على نطاق أوسع.

toTop