تقدم شمال قبرص، بتاريخها الغني ومزيجها بين الثقافتين التركية والقبرصية، تجربة رمضانية فريدة من نوعها. يتميز الشهر الكريم بمزيج من التعبد الديني والتجمعات المجتمعية والتقاليد النابضة بالحياة التي تعكس هوية المنطقة. في هذه المقالة نستكشف كيف يتم الاحتفال بشهر رمضان المبارك في شمال قبرص، ونستكشف أبعاده الثقافية والاجتماعية والروحية. كما نقدم فهماً شاملاً للتقاليد الرمضانية والطعام والأنشطة المجتمعية والنصائح للزوار.
الصيام: يصوم المسلمون في شمال قبرص من الفجر إلى غروب الشمس، ويمتنعون عن الطعام والشراب والحاجات الجسدية الأخرى. يبدأ الصيام بالسحور، وينتهي بالإفطار.
نظرًا لموقعها على البحر الأبيض المتوسط، فإن ساعات الصيام في شمال قبرص معتدلة نسبيًا مقارنة بالمناطق الواقعة في أقصى الشمال أو الجنوب. في الصيف، يستمر الصيام في الصيف حوالي 15-16 ساعة، بينما في الشتاء، يكون الصيام أقرب إلى 11-12 ساعة.
الصلاة والتدبر: تقام صلاة التراويح في المساجد، حيث يتم تلاوة أجزاء طويلة من القرآن الكريم. يهدف العديد من المساجد إلى ختم القرآن الكريم كاملاً بحلول نهاية شهر رمضان.
كما تُقام ”ليلة القدر“، التي يُعتقد أنها ليلة نزول القرآن لأول مرة، خلال العشر الأواخر من رمضان. يقضي المسلمون هذه الليلة في الصلاة والدعاء والتماس البركة والمغفرة.
- في بعض القرى، يمشي قارعو الطبول في الشوارع قبل الفجر، ويقرعون الطبول التقليدية لإيقاظ الناس للسحور. تقليد المسحراتي هذا المشابه للبلدان العربية يعود إلى قرون من الزمن، وهو تذكير ساحر بالتراث الثقافي للمنطقة.
- تزدان المدن بالأضواء الملونة والفوانيس والزينة المستوحاة من شهر رمضان، وتنبض الأجواء الاحتفالية بالحيوية بشكل خاص في المساء بعد الإفطار.
- ينظم العديد من المساجد والمراكز المجتمعية وجبات إفطار مجانية للجمهور، ما يعزز الشعور بالوحدة والكرم. وغالباً ما تتضمن هذه التجمعات الأطباق القبرصية التقليدية وهي مفتوحة للزوار وغير المسلمين.
- تنتعش الأسواق الليلية خلال شهر رمضان، حيث تقدم مجموعة متنوعة من السلع، من الأطعمة والحلويات التقليدية إلى الملابس والحرف اليدوية. تعج هذه الأسواق بالنشاط وتوفر فرصة رائعة لتجربة الثقافة المحلية.
يلعب الطعام دوراً محورياً في احتفالات رمضان في شمال قبرص. وفيما يلي نظرة فاحصة على تقاليد الطهي:
- أطباق دسمة: صُممت وجبات السحور لتوفير الطاقة لليوم التالي. وتشمل الأطباق الشائعة البيض والجبن والزيتون والخبز واللبن.
- البرك: تُعد المعجنات الرقيقة المحشوة بالجبن أو السبانخ أو اللحم من الأطباق الشائعة في وجبة السحور.
- الشاي والقهوة: غالباً ما يتم تناول الشاي والقهوة للمساعدة على الاستيقاظ والبقاء رطباً.
- كسر الصيام: يُفطر الصائم عادةً على التمر والماء، يليه حساء خفيف مثل حساء العدس.
- الأطباق الرئيسية: غالبًا ما تحتوي وجبات الإفطار على أطباق دسمة مثل:
o الكليفتيكو: لحم الضأن المطبوخ ببطء مع الأعشاب والخضروات.
o الملوخية: وغالباً ما تقدم مع الأرز أو الخبز.
o البرغل بيلاف: طبق رئيسي مصنوع من القمح المجروش والطماطم والتوابل.
- السلطات والمقبلات: يتم تقديم السلطات الطازجة والحمص والمقبلات الأخرى بشكل شائع.
- اللقمة: كرات العجين المقلية المنقوعة في الشراب، وغالباً ما يتم مشاركتها مع الجيران والأصدقاء.
- الشمّالي: كعكة السميد الحلوة المنقوعة في الشراب، وهي مشهورة في رمضان.
- جولاش: حلوى خفيفة مصنوعة من طبقات رقيقة من العجين والحليب والمكسرات، وتؤكل عادة في رمضان.
- رمضان هو الوقت الذي تجتمع فيه العائلات معًا. وغالبًا ما تجتمع العائلات الممتدة لتناول وجبات الإفطار، وتقوية الروابط ومشاركة التقاليد.
- الزكاة والصدقة: يتم تشجيع المسلمين على التصدق خلال شهر رمضان. يتبرع الكثير من الناس في شمال قبرص للمساجد المحلية أو المراكز المجتمعية أو المنظمات الخيرية.
- توزيع الطعام: تنظم بعض المجتمعات حملات لتوزيع الطعام أو توزع وجبات الطعام على المحتاجين، ما يضمن استمتاع الجميع بالإفطار.
- تنتشر العروض الموسيقية التقليدية ورواية القصص وتلاوة القرآن الكريم خلال شهر رمضان. توفر هذه الفعاليات الترفيه مع تعزيز القيم الثقافية والدينية.
- في حين أنه لا يُتوقع من الزوار الصيام، إلا أنه من الاحترام تجنب تناول الطعام أو الشرب أو التدخين في الأماكن العامة خلال ساعات الصيام. توفر معظم الفنادق والمناطق السياحية أماكن مخصصة لتناول الطعام.
- تقدم العديد من الفنادق والمطاعم بوفيهات إفطار خاصة، ما يسمح للزوار بتجربة المأكولات الرمضانية التقليدية القبرصية. كما ترحب بعض المساجد أيضاً بغير المسلمين للانضمام إلى موائد الإفطار الجماعي.
- قم بزيارة الأسواق الرمضانية النابضة بالحياة لشراء الهدايا التذكارية وتذوق الأطعمة المحلية والاستمتاع بالأجواء الاحتفالية.
- ابحث عن العروض الثقافية، مثل الموسيقى والرقص التقليدي، والتي غالباً ما تُقام خلال شهر رمضان.
- اعتاد شمال قبرص الشمالية على استضافة الزوار، لذلك تظل المناطق السياحية مفعمة بالحيوية ويمكن الوصول إليها خلال شهر رمضان. ومع ذلك، قد تخفض بعض الشركات ساعات العمل خلال النهار.
- بينما تحافظ قبرص الشمالية على ممارساتها الرمضانية التقليدية، إلا أنها تتكيف أيضاً مع أنماط الحياة الحديثة، مما يجعلها وجهة ترحيبية للزوار.
يُعد رمضان في شمال قبرص مزيجاً جميلاً من التعبد الروحي والتقاليد الثقافية وكرم الضيافة. من الإفطارات الجماعية والأسواق الليلية النابضة بالحياة إلى صلاة التراويح الهادئة، تقدم المنطقة تجربة فريدة ومثرية لكل من السكان المحليين والزوار. سواء كنت تصوم شهر رمضان أو ببساطة تستكشف ثقافته، فإن شمال قبرص خلال هذا الشهر الكريم مكان مميز حقاً.
بحيرة بايكال: أعجوبة طبيعية تأسر عشاق المغامرة
ياسر السايح
الاختلافات الجنسية في بنية الدماغ موجودة عند الولادة
لينا عشماوي
قرية شاموني: تجربة جبال الألب الفرنسية بأسلوب فريد
ياسر السايح
ماذا يدور في عقول الأطفال؟
لينا عشماوي
الصويرة: مدينة الرياح بالمغرب
نهى موسى
الدول التي ليس بها نهر واحد
عبد الله المقدسي
ولادة خمسة غزلان رملية عربية: منارة للحفاظ على البيئة
جمال المصري
١٢ تغييراً بسيطاً في روتين العناية الذاتية يُمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في صحتك
جمال المصري
المعالم الهندسية والمعمارية في المسجد النبوي بالمدينة المنورة
إسلام المنشاوي
أشهر الأطباق السورية الشعبية
عبد الله المقدسي