الموصل : مدينة الحضارة والصمود شمال العراق

ADVERTISEMENT

تقع مدينة الموصل شمال العراق، وهي من أقدم المدن التي ظلت مأهولة بالسكان، وقد احتفظت بمكانتها الثقافية والتجارية عبر قرون طويلة. بدأت حياتها فوق أنقاض نينوى عاصمة الآشوريين، ثم ازدهرت في العصرين العباسي والأيوبي، فتراكبت عليها طبقات حضارية متعددة.

اسم "الموصل" جاء من موقعها الجغرافي الذي يربط الشمال بالجنوب، والشرق بالغرب. وقفت كسوق كبير على طريق القوافل القديم، فصارت محطة تلتقي فيها ثقافات بعيدة.

أشهر معالمها جامع النوري بمنارته الحدباء، رمز معروف في العمارة الإسلامية، يُعاد بناؤه حاليًا بعناية فائقة. بجانبه ترتفع كنيسة الطاهرة وكنيسة الساعة، شاهدتان على وجود مسيحي قديم في المدينة، وسوق الموصل القديم يحتفظ بالحرف والعادات الشعبية.

ADVERTISEMENT

في الجهة الشرقية تمدّدت آثار نينوى، حيث القصور الآشورية وبواباتها الشهيرة نركال وشمش، وحجارة تحمل كتابة عمرها آلاف السنين. فوق ضفة دجلة تقف قلعة باشطابيا، بنيت للدفاع عن المدينة.

الطعام في الموصل يحمل نكهة الماضي: الكبة، القوزي، الدولمة، واللهجة المحلية تختلف عن باقي لهجات العراق. الفعاليات الفنية، مثل مهرجان الموصل الثقافي، تعيد الحياة إلى الشارع.

بعد تحريرها عام 2017، بدأت أعمال إعادة الإعمار، فعادت الجسور والطرق، وانطلقت جامعة الموصل والمكتبة المركزية بخدمة الطلاب. المقاهي الثقافية فتحت أبوابها مجددًا، والعروض الشبابية تملأ المساء.

ADVERTISEMENT

نهر دجلة يقطع المدينة، وحديقة الغابات وبعشيقة الجبلية تُظهر وجهًا طبيعيًا مختلفًا، فتجمع الموصل بين الآثار والطبيعة في رحلة واحدة.

أفضل وقت للزيارة الربيع أو الخريف، مع مرشد محلي يعرف الطرق ويشرح التفاصيل. الموصل تخطو خطوات واضحة نحو مستقبل جديد، وتفتح أبوابها لمن يريد اكتشاف تاريخها وحاضرها.

toTop