العالم المفقود في سقطرى: أكثر الأماكن غرابة على وجه الأرض

ADVERTISEMENT

تقع جزيرة سقطرى اليمنية في المحيط الهندي، على بُعد 340 كم جنوب اليمن، وهي جزء من أرخبيل انفصل عن القارات الأخرى منذ زمن بعيد، فتطوّر فيه الكائنات بمعزل عن بقية العالم. الانفصال الجيولوجي أنتج بيئة غير مألوفة وغنية بالأحياء، فأطلق الناس على سقطرى لقب "الجزيرة الفضائية" لأن مناظرها تبدو وكأنها من كوكب آخر.

الجزيرة جافة، تعلوها هضاب صخرية وكهوف، وتندر فيها المسطحات المائية. تضم 800 نوع نباتي، منها 307 لا تنمو إلا في سقطرى. النسبة العالية من النباتات الخاصة بالجزيرة جعلتها وجهة رئيسية للسياحة البيئية، وأدرجتها منظمة اليونسكو على قائمة التراث العالمي.

ADVERTISEMENT

أشهر نباتاتها شجرة دم التنين (Dracaena cinnabari). يخرج من جذعها سائل أحمر شبهه القدماء بدم التنين. تستقر على الهضاب العالية وتتخذ شكل قبة مقلوبة تجمع الرطوبة وتقي نفسها من الحر. يستعمل السائل في الأدوية والأصباغ وكتابة المخطوطات. اليوم، تتناقص أعداد الشجرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة عدد الماشية.

إلى جانب دم التنين، تنمو وردة الصحراء التي تنتفخ جذعها لتخزين الماء، وشجرة القار التي تبدو كأنها خضار صحراوي، مما يظهر كيف تكيّفت الكائنات مع الجفاف. تضم الجزيرة زواحف وطيورًا لا توجد إلا في سقطرى بنسبة تصل إلى 90٪.

ADVERTISEMENT

الاسم "سقطرى" كلمة سنسكريتية تعني "جزيرة النعيم". يقطنها نحو 50 ألف إنسان يتحدثون اللغة السقطرية. يحافظ السكان على البيئة من خلال زراعة ورعي يعتمدان على تقاليد لا تستنزف الأرض.

تواجه الجزيرة رعيًا مفرطًا، ارتفاعًا في درجات الحرارة، بناءً عشوائيًا، وتأثير الحرب اليمنية على الطبيعة. تنفذ مبادرات محلية ودولية تشمل زراعة شتلات جديدة، منع الرعي في مناطق معينة، وإنشاء مشاتل لإنقاذ النباتات المهددة.

من يزور سقطرى يرى مناظر خلابة وسكانًا يعيشون في وئام مع الطبيعة، ويجد فرصة نادرة لرؤية "العالم المفقود" في قلب بحر العرب.

toTop