سفراء سمرقند يوجهون رسالة تعاون وتآخ

ADVERTISEMENT

يقع متحف أفراسياب في سمرقند، أوزبكستان، فوق تلال تحتوي على بقايا مدينة أفراسياب القديمة التي دمرها جنكيز خان عام 1220م. أنشأه السوفييت عام 1970 ليعرض ما حُفر من أدوات وقطع في المدينة التي كانت من أقدم وأغنى محطات طريق الحرير.

كان السغديون، السكان الأصليون، بارعين في التجارة والتواصل الثقافي عبر طريق الحرير، ولغتهم كانت مستخدمة على نطاق واسع قرنًا بعد قرن. حين جاء المغول دفنت الرياح الرمال فوق المدينة، فانتقل سكانها جنوبًا وبنوا سمرقند الحالية.

في 1965، أثناء شق طريق عام، ظهرت أساسات قصر الملك فارخومان وقاعة السفراء التي تزينها جداريات ملونة تصور وفودًا من الصين والهند وبلاد فارس وبيزنطة، توثق علاقات تجارية وثقافية ربطت سمرقند بالعالم.

ADVERTISEMENT

الجدارية الشرقية ترسم وفدًا هنديًا على فيلة مزخرفة، والجنوبية تُظهر احتفالًا زرادشتيًا بعيد النوروز، والشمالية تحمل مشاهد ثقافية صينية: رموز فلكية وطقوس استقبال السنة القمرية الجديدة.

الرسومات تبرز دور أفراسياب في نقل الرياضيات وعلم الفلك من الإغريق إلى الهند وآسيا الوسطى، مما ساعد على ازدهار العصر الذهبي الإسلامي وأثر لاحقًا في النهضة الأوروبية. في الأنقاض عُثر أيضًا على أقدم مجموعة شطرنج منحوتة من العاج.

متحف أفراسياب مبنى بسيط، لكن عرضه البصري الكثيف يأخذ الزائر إلى أعماق تاريخ متعدد الثقافات. يُعد من أبرز محطات السياحة في سمرقند، ويزداد الإقبال عليه مع نهوض اقتصادي يستخدم التراث التاريخي والثقافي لجذب الزوار.

ADVERTISEMENT

اليوم تعود المنطقة كمركز تجاري وثقافي؛ تستقبل سمرقند نحو عشرة ملايين سائح سنويًا بدعم مشاريع سياحية حديثة واهتمام متجدد بماضيها المجيد.

toTop