قد يتم إخراج الأرض قريبًا من مدارها أو دخولها إلى الشمس - كل ذلك بفضل نجم عابر

ADVERTISEMENT

يبدو أن النظام الشمسي لا يخرج سالماً من رحلته داخل مجرة درب التبانة، إذ يصادف أحياناً نجوماً عابرة تهدد استقراره. حدد علماء الفلك أن نجم Gliese 710 يسير نحو الشمس وسيمر على بُعد نحو 9300 وحدة فلكية بعد 1.3 مليون سنة، أي قريباً بما يكفي ليقلب سحابة أورت ويُسقط مذنبات نحو كواكبنا. السؤال الذي يفرض نفسه: ماذا لو اقترب نجم أكثر من هذا؟

مدارات الكواكب تقف على توازن دقيق بين قوة جذب الشمس وسرعة الكوكب. أي جسم ثقيل يمر قريباً يكسر هذا التوازن. إذا اقترب جرم سماوي بما يكفي، فسيحدث أحد الأمور التالية:

يزيح الأرض إلى مدار أبعد أو أقرب، فتنهار منظومة المناخ وتندلع تقلبات قاسية.
تسقط الأرض نحو الشمس، فترتفع حرارة سطحها حتى يغلي الماء وتختفي الحياة.
تُطرد بالكامل من النظام الشمسي، فتنطلق في الفضاء البارد وتتجمد تدريجياً.

ADVERTISEMENT

إذا دخلت الأرض منطقة أقرب إلى الشمس، يتسارع تبخر الماء والغلاف الجوي، فيتحول إلى بخار كثيف يضاعف الكارثة. أما إذا انسلخت إلى الفضاء الخارجي، فتنطفئ الشمس تدريجياً عن الكوكب، فتموت النباتات وتتجمد البحار، ويبقى فقط من يستطيع العيش في أعماق الأرض مع مصادر حرارية بديلة. حتى تغيّر بسيط في المدار يكفي لعكس تيارات المحيطات ويُحدث اختلالاً مناخياً عنيفاً.

رغم أن هذه الحوادث نادرة بالنسبة لعمر الإنسان، فالخطر قائم. لذلك تراقب وكالات الفضاء، مثل وكالة ESA عبر قمر "غايا"، مواقع وسرعات النجوم القريبة. يتزايد الاهتمام الآن بالأجرام الخفية، مثل الأقزام البنية والثقوب السوداء، التي لا تراها العين لكنها تقترب دون أن نشعر. لا نملك وسيلة لوقف الحدث، لكن اكتشافه مبكراً يمنح وقتاً لبناء ملاجئ أو التخطيط للعيش خارج الأرض. الاستثمار في تلسكوبات الرصد وبرامج الدفاع الكوكبي يبقى الطريق الوحيد لرفع احتمال البقاء أمام هذا السيناريو الكوني.

toTop