الهند في طريقها لتصبح ثاني أفضل دولة ممثلة في تصنيفات التعليم العالي

تشهد الهند ارتفاعًا واضحًا في قطاع التعليم العالي، وباتت على وشك أن تُصبح ثاني دولة من حيث عدد الجامعات المدرجة في التصنيفات العالمية بعد الولايات المتحدة، بحسب ما تُظهره قوائم QS وTHE وARWU. جاء هذا الارتفاع نتيجة إصلاحات أطلقتها الحكومة، وضخ أموال موجّهة، واهتمام متزايد بجذب طلاب وأساتذة من الخارج. ورغم صعوبات سابقة، تقدّمت معاهد الهند للتكنولوجيا والإدارة والمعهد الهندي للعلوم بخطوات كبيرة في حجم الأبحاث وفي عدد الشراكات مع مختبرات أجنبية.

تضم الهند أكثر من 1000 جامعة و40 ألف كلية، لكن الاهتمام الآن انتقل من زيادة الأرقام إلى تحسين الجودة. أطلقت الحكومة برنامجًا يُسمى «مؤسسات التميز» يمنح الجامعات الكبرى استقلالية مالية وإدارية، ويمنحها ميزانيات إضافية لبناء مختبرات على مستوى العالم ولاستقدام باحثين بارزين. تتركز الجامعات الهندية الأعلى تصنيفًا في تخصصات العلوم والهندسة والرياضيات، بينما نالت جامعات خاصة مثل أشوكا وشيف نادار وO. P. جيندال شهادة دولية في برامج القانون والآداب وإدارة الأعمال.

تُعد السياسة الوطنية للتعليم NEP 2020 نقطة تحول، لأنها تُلزم الجامعات بدمج تخصصات متعددة في دروسها، وتُعطي الطالب مساحة للتفكير النقدي والابتكار، وهو ما يتماشى مع اتجاهات التعليم العالمية. يُساعد وجود عدد كبير من الشباب في الهند على إنتاج أفكار جديدة، وفي الوقت نفسه يضغط على الجامعات لرفع مستواها.

في مجال البحث والتعاون، تقدّم الحكومة زمالة PMRF وتمويل المؤسسة الوطنية للبحوث لدعم رسائل الدكتوراه والمشاريع في مجالات الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي وعلوم المناخ. تبث منصات SWAYAM وNPTEL محاضرات جامعية بالفيديو مجانًا، وتُتيح للطلاب في أي مكان متابعة مساقات من جامعات عالمية. كما وقّعت جامعات هندية اتفاقيات مع جامعات مرموقة لتبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب.

رغم التقدم، تبقى الفجوة واسعة بين الجامعات الكبرى في المدن والكليات الواقعة في الريف، حيث تفتقر الأخيرة إلى مختبرات وصيانة دورية، وتُقيدها إجراءات إدارية طويلة. لزيادة جاذبية الجامعات الهندية أمام الطلاب الأجانب، ينبغي تعديل المناهج لتحتوي على قضايا عالمية، وإدخال لغات متعددة، وتعزيز قيم التسامح والاستدامة. وأخيرًا، على الهند ألا تكتفي بالصعود في قوائم التصنيف، بل أن تركز على أثر الجامعة في المجتمع المحيط وعلى جودة التعليم الذي يتلقاه كل طالب.