لماذا تعتبر جدة أكبر مدينة في منطقة مكة المكرمة وجهة لا بد من زيارتها للسياح في المملكة العربية السعودية؟

ADVERTISEMENT

جدة مدينة لا تشبه غيرها؛ تطل على البحر الأحمر وتحتفظ بتاريخ طويل. منذ قرون، تجمّع فيها التجار والحجاج والبحارة. أشهر معالمها كورنيش جدة الذي أعادته البلدية حديثًا، ويُعتبر من أجزر الواجهات البحرية في الشرق الأوسط. يمتد على الشاطئ مسطحات خضراء وطرق مخصصة للدراجات وقطع فنية تتحرك عند لمسها، إضافة إلى نافورة الملك فهد التي ترشّ الماء إلى ارتفاع يتجاوز 300 متر، وتبدو في الليل كأنها ضوء ساحر يتدفق من البحر.

من يحب الغوص والبحر، يجد في شعاب جدة المرجانية - مثل شعاب أبو طير وشرم أبحر - عالمًا آخر تحت الماء. يُشاهد أسماكًا ملونة وسلاحف سباحة إما بالغطس مباشرة أو من داخل قوارب ذات قاع زجاجي.

ADVERTISEMENT

منطقة البلد أو جدة التاريخية تأسست في القرن السابع، وما زالت كما كانت: بيوت من حجر مرجان مطلي باللون البني الداكن، ونوافذ تعلوها رواشين خشبية. تزدحم شوارعها بسوق العلوي، حيث يبيع الحرفيون المباخر وتفوح رائحة العود والهيل. بعد الغروب، تضاء الأزقة بمصابيح صفراء وتعلو أصوات الموسيقى الحجازية. أعادت البلدية ترميم عدد من البيوت القديمة فتحولت إلى متاحف ومقاهٍ، منها بيت نصيف الذي يعرض أدوات التجار الذين عاشوا فيه قبل قرن.

في جدة الحديثة تنتشر المعارض والحفلات. يقام موسم جدة سنويًا ويحتوي على عروض فنية وموسيقى ومطاعم عالمية. حي جميل يقدّم لوحات جدارية ودروسًا في الرسم وحفلات غنائية. تبرز أيضًا شركات سعودية مثل أروى البنوي وحاتم العقيل تصمّم أزياء مستوحاة من الزي التقليدي لكنها تُلبس اليوم.

ADVERTISEMENT

النبض الحقيقي للمدينة يأتي من سكانها المعروفين بالكرم والتنوع. جدة بوابة الحجاج إلى مكة، فسكنها من أصول عربية وأفريقية وآسيوية يحتفظون بثقافاتهم في ملابسهم وضيافتهم. تدعم رؤية المملكة 2030 السياحة، فوسّعت المطار وأتاحت التأشيرة الإلكترونية، ووفّرت برامج ثقافية متعددة. جدة اليوم تبدو حديثة، لكن جذورها القديمة ما زالت بارزة في كل تفصيلة.

toTop