سبتة ومليلية: مدينتان مغربيتان تحت السيادة الإسبانية

ADVERTISEMENT

تقع مدينتا سبتة ومليلية على السواحل الشمالية للمغرب، وتخضعان للسيادة الإسبانية منذ قرون عدة، رغم أنهما تقعان داخل التراب المغربي. هذا الوضع أنتج نزاعاً مستمراً بين المغرب وإسبانيا، يختلط فيه التاريخ بالسياسة، وتتداخل فيه السيادة بالهوية الوطنية.

تُعد سبتة، الواقعة على مدخل مضيق جبل طارق، من أقدم النقاط التي خضعت للسيطرة الأوروبية، إذ بدأ البرتغاليون احتلالها سنة 1415، ثم انتقلت إلى إسبانيا سنة 1580. موقعها الجغرافي جعلها مركزاً عسكرياً وتجارياً بارزاً. تُدار اليوم ضمن النظام الإداري الإسباني بصفة منطقة ذات حكم ذاتي، وهو ما يرفضه المغرب بشكل رسمي، ويصر على أن المدينة جزء من أراضيه.

ADVERTISEMENT

أما مليلية، فتقع شمال شرق المغرب، وتخضع للسيطرة الإسبانية منذ سنة 1497. بدأت كحصن عسكري، ثم تحولت إلى مدينة يقطنها أكثر من 80 ألف نسمة. تتداخل فيها ملامح الثقافة المغربية والإسبانية، وتشكل نقطة توتر أمني بسبب محاولات الهجرة غير الشرعية من إفريقيا إلى أوروبا. تواجه المدينة تحديات اقتصادية ناتجة عن التهريب الحدودي وتراجع التبادل التجاري مع المغرب.

من الناحية القانونية، تُصنّف المدينتان كـ"مدن مستقلة" داخل المملكة الإسبانية، وهو تصنيف ترفضه السلطات المغربية، وتعتبر أن الوجود الإسباني فيهما استمرار للاستعمار، ويجب إنهاؤه. لا يوجد موقف دولي حاسم يؤيد سيادة أحد الطرفين، ما يترك الملف مفتوحاً لتجاذبات دبلوماسية متواصلة.

ADVERTISEMENT

تحظى المدينتان بأهمية استراتيجية كبيرة، إذ تُعدان بوابتين للتجارة والمهاجرين نحو أوروبا. يعتمد اقتصادهما على الدعم الحكومي الإسباني والتعاملات مع المغرب، لكن التواجد العسكري الكثيف يعكس الأهمية الجيوسياسية التي توليها إسبانيا للمدينتين ضمن خططها الأمنية.

رغم استمرار السيطرة الإسبانية لأكثر من خمسة قرون، تبقى سبتة ومليلية حاضرتين في الوعي الوطني المغربي كأراضٍ محتلة. يُعد الملف نقطة خلاف دائمة في العلاقات المغربية الإسبانية، ولا يُحسم إلا عبر حوار يقوم على احترام التاريخ والمصالح والسيادة الوطنية.

toTop