ثلث الأرض قد يصبح قريبًا حارًا جدًا بالنسبة لمن هم في الستين من العمر

ADVERTISEMENT

لم يعد تغير المناخ مجرد تهديد بعيد، بل أصبح واقعًا يعيد رسم الخريطة الأمنة للعيش، ويضرب كبار السن فوق الستين بقوة. مع التقدم في السن، يضعف قدرة الجسم على تعديل حرارته، وتتفاقم الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري، خاصة أثناء موجات الحر المتكررة. الأدوية تقلل التعرق والترطيب، فتتحول الحرارة إلى خطر قاتل.

يُتوقع أن يصبح ثلث اليابسة بحلول عام 2100 أكثر سخونة مما يتحمله الإنسان، وخاصة المسنون، إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة. لم تعد الظاهرة حكرًا على المناطق الاستوائية، بل وصلت إلى جنوب أوروبا والولايات المتحدة. القاهرة وساو باولو تعاني من «الجزيرة الحرارية» التي ترفع الحرارة بفعل الإسفلت والخرسانة. الخطر يتضاعف في الأحياء الفقيرة التي تفتقر إلى التكييف والكهرباء المستقرة والخدمات الصحية، ما يكشف عن وجه الظلم المناخي.

ADVERTISEMENT

في زمن التغير المناخي، حماية المسنين تتحول إلى ضرورة عاجلة عبر بيوت تصمم لتبقى باردة باستخدام تبريد طبيعي، عزل حراري جيد، وتكييف يعمل بالطاقة الشمسية. يجب تدريب العاملين الصحيين على اكتشاف الإجهاد الحراري مبكرًا، وتعديل جرعات الأدوية في الصيف لتقليل أضرارها.

الحرارة الشديدة تزيد عزلة المسنين، فتظهر اكتئابات وهبوط إدراكي. التكنولوجيا تتيح لقاءات افتراضية ومراكز مجتمعية مزودة بخدمات. مرونة المدن في المستقبل تتطلب تبني تكييف موفر للطاقة، الاعتماد على طاقة نظيفة، وزيادة المساحات الخضراء والأسطح المزروعة.

ADVERTISEMENT

التحرك اليوم يغير النتيجة. بالتكيف والتخفيف، وتخطيط مدن مستدام، وتعليم صحي ومعدات طوارئ، نحمي المسنين الضعفاء. تغير المناخ، بوصفه تحديًا بيئيًا وأخلاقيًا، يختبر قدرتنا على حماية الإنسانية، ونبدأ بكبار السن.

toTop