"أكثر هدوءًا بنسبة 96% بسرعة 373 ميلًا في الساعة": الصين تكشف عن حاجز نفق مغناطيسي مغناطيسي قادر على استبدال الرحلات الجوية القصيرة دون تكاليف بناء إضافية

تُعدّ السكك الحديدية عالية السرعة، وخاصة نظام قطارات ماجليف، مستقبل النقل المستدام في المدن وضواحيها، لكن الضجيج الناتج عن دوي الانفجار الصوتي عند خروج القطارات من الأنفاق شكّل مشكلة كبيرة، إذ تُحدث موجات صدمة قوية تؤثر على السكان والبنية التحتية، وتقيّد التوسّع. غير أن الصين، المتقدمة عالميًا في تطوير القطارات السريعة، قدّمت حلاً جديداً عبر حاجز يمنع الصوت قادر على خفض الضجيج بنسبة 96 % عند سرعات تصل إلى 600 كم/ساعة، ما يزيد من جدوى وأمان هذه التقنية في المناطق المزدحمة.

يستخدم العازل الذي صممه باحثون في جامعة جنوب غرب جياوتونغ مزيجاً من غرف تعديل الضغط ومواد تمتص الصوت توضع عند مداخل ومخارج الأنفاق. يخفف النظام حدة موجات الانفجار عبر تعديل تدفق الهواء وتقليل الضغط المفاجئ الناتج عن السرعات العالية، ما يحسّن راحة الركاب ويقلل طنين الأذن عند الانتقال بين النفق والهواء الطلق. تكمن فائدة الحل في ملاءمته للبنية التحتية القائمة، دون الحاجة إلى إعادة تصميم الأنفاق بالكامل.

بفضل الابتكار، تستطيع قطارات ماجليف أن تحل محل الرحلات الجوية القصيرة، والتي تُعرف بعدم كفاءتها واستهلاكها الكبير للوقود ومساهمتها الواسعة في انبعاثات الكربون. تُوفر القطارات المغناطيسية وسيلة نقل أسرع وأكثر استدامة، تربط مراكز المدن مباشرة دون إجراءات المطارات المعقّدة. تعمل الصين حاليًا على توسيع شبكة القطارات فائقة السرعة، لربط مدن كبرى مثل شنغهاي وبكين وقوانغتشو، وهو ما يُحدث تغييراً جذرياً إذا تبنّت الدول الأخرى التقنية.

ابتكار حاجز الصوت ليس مجرد حل هندسي، بل يمثل نقطة تحوّل في تصميم مستقبل النقل، إذ يجمع بين السرعة، الهدوء، والتكامل مع المدن. يُظهر تقدم التكنولوجيا الصينية في مجال الماجليف، والتي تُمهّد الطريق لعصر جديد من التنقل السريع والمستدام. بفضل الإنجاز، لم تعد السرعة عائقاً أمام التعايش الحضري، بل أصبحت عنصراً يدعم التقدم والنمو.