زيت الأرغان: معجزة في الصحراء المغربية

ADVERTISEMENT

زيت الأرغان، عرفه سكان المغرب قبل قرون، يُعد كنزًا طبيعيًا يحتوي على مواد مضادة للأكسدة ويُستخدم للصحة والجمال. تنمو شجرة الأرغان في منطقة صغيرة بين المحيط الأطلسي وجبال الأطلس، وتُسهم في حماية نظام بيئي حساس، وتمنع التصحر في الجنوب الغربي.

السكان المحليون يعتمدون على زيت الأرغان كمصدر للأكل والدخل، ويُساعد في دعم المرأة داخل مجتمع محافظ. تنمو الشجرة في منطقة صنّرتها اليونسكو محمية، وتعيش قرنين رغم قلة المطر. داخل الثمرة جوز صلب، يُستخرج منه الزيت بعد خطوات دقيقة تبدأ بتجفيف الثمار وتقشيرها يدويًا للوصول إلى البذور.

ADVERTISEMENT

أوراق وثمار الأرغان تُعد طعامًا مهمًا للإبل والماعز، التي تُسقط الجوز أثناء رعيها دون أن تنتبه. القصة الشائعة عن الماعز التي تتسلق الأشجار صحيحة أحيانًا، لكن معظم الزيت يأتي من الثمار التي سقطت على الأرض. للأسف، استُخدمت هذه الصورة سياحيًا بوضع الماعز مقيدة فوق الأشجار لجذب الزائرين.

تُطحن البذور يدويًا لاستخراج زيت ذي جودة عالية بالرحى أو الضغط البارد، فيحتفظ بعناصره الغذائية. بسبب صعوبة الإنتاج، تبقى الصناعة تعتمد على اليد العاملة، فتُوفر وظائف، خصوصًا للنساء. في السابق، كانت النساء يُعدّن الزيت للبيت، لكن الطلب العالمي أدى إلى تكوين تعاونيات نسائية تُنتج وتبيع الأرغان، فمنحت المرأة المغربية دخلًا واستقلالية نادرين.

ADVERTISEMENT

مكانة الزيت في الأسواق العالمية جعلته قوة دافعة للتغيير الاجتماعي، إذ يزيد الدخل المحلي ويُعزز التعليم والتوظيف مع الحفاظ على الإنتاج اليدوي. هكذا، لم يبقَ زيت الأرغان منتجًا طبيعيًا فحسب، بل أصبح قصة تنمية وتمكين اجتماعي في المغرب.

toTop