قسنطينة، مدينة الجسور المعلقة وعاصمة الشرق الجزائري: التاريخ والجغرافيا والسكان

ADVERTISEMENT

تُعَدّ قسنطينة من أقدم وأجمل مدن الجزائر، وتُلقّب بـ"مدينة الجسور المعلقة" لأنها تقع على هضبة عالية يحيط بها وادي الرمل العميق، مما منحها دفاعًا طبيعيًّا حولها إلى حصن عبر العصور. مرّت عليها حضارات عديدة بدءًا من الفينيقيين ثم الرومان الذين سموها "سيرتا"، تلاهم البيزنطيون، ثم العرب المسلمون، وصولًا إلى العهد العثماني فالاستعمار الفرنسي، فغدت غنية بالتراث والثقافة.

تقع قسنطينة شمال شرق الجزائر، وتربط الساحل بالداخل، فأصبحت مركزًا تجاريًا وزراعيًا حيويًا. موقعها الصخري الفريد فرض إنشاء جسور معلقة، أبرزها جسر سيدي مسيد، الذي غدا رمزًا للمدينة. مناخها معتدل، شتاءً مطر وصيف دافئ، ما ساعد السكان على الاستقرار وازدهرت فيها الزراعة، خاصة الحبوب والزيتون.

ADVERTISEMENT

تؤدي قسنطينة دورًا هامًا في الحياة الثقافية الجزائرية، ونالت لقب عاصمة الثقافة العربية عام 2015. تشتهر بطابعها المعماري الإسلامي مثل مسجد الأمير عبد القادر، والأسواق العتيقة كسوق الصفارين والعطارين، إضافة إلى تراثها الموسيقي، لا سيما فن المالوف. أنجبت المدينة كبار المفكرين والعلماء، أبرزهم عبد الحميد بن باديس، الذي كان له دور محوري في حركة الإصلاح والتعليم.

يزيد عدد سكان قسنطينة عن نصف مليون نسمة، ينتمون إلى خليط من التقاليد والثقافة الحديثة. تتميز المدينة بالحيوية اليومية، حيث تنتشر المقاهي الشعبية والجامعات، وتحتضن صناعات غذائية ونسيجية. لا تزال جوانب الحياة الاجتماعية تحافظ على تقاليدها، كالمناسبات والأعياد، ما يعكس تمسك سكانها بهويتهم الأصيلة.

ADVERTISEMENT

قسنطينة ليست فقط مركزًا حضاريًا، بل أيضًا وجهة سياحية أصيلة تمثل التراث الإنساني الجزائري. تجسّد المدينة تفاعل الحضارات وتواصل الأجيال، لتظل واحدة من أبرز المعالم الثقافية والتاريخية في شمال أفريقيا.

toTop