تاريخ فاس: رحلة في تاريخ وحضارة مدينة عريقة

ADVERTISEMENT

تأسست مدينة فاس في القرن الثامن الميلادي على يد إدريس الأول، مؤسس الدولة الإدريسية، فأصبحت من أقدم مدن المغرب والعالم الإسلامي. اختار موقعها بين الجبال والوديان ليكون ملاذاً آمناً وليقع قريباً من طرق التجارة التي تربط إفريقيا بأوروبا والشرق الأوسط.

أكمل ابنه إدريس الثاني بناء المدينة وجعلها عاصمة الدولة. شيّد مسجده الثاني وأنشأ جامعة القرويين، وهي أقدم جامعة لا تزال تفتح أبوابها حتى اليوم. قصدها العلماء والفنانون والحرفيون، فتحولت إلى مركز حضاري نابض بالحياة.

تعاقبت على فاس دول إسلامية: المرابطون، الموحدون، المرينيون، السعديون. كل منهم جدد أبنيتها وشيّد مساجد ومدارس وقصوراً وأسواراً، فزادها رونقاً. زارها رجال مشهورون مثل ابن رشد وابن بطوطة والمولى إسماعيل.

ADVERTISEMENT

تراث فاس الثقافي والفني يظهر في حرفها القديمة: صناعة الخزف والنسيج والزليج والنقش ودباغة الجلد. أنجبت علماء بارزين مثل ابن الهيثم وابن خلدون وابن النفيس، فرسّخت مكانتها في تاريخ العلوم الإسلامية.

خلال الاحتلال الفرنسي قُسمت فاس إلى ثلاث مناطق، فتغيّر وجهها. كانت أيضاً نقطة انطلاق لحركة الاستقلال، وضربها زلزال عام 1994 فألحق بها خراباً واسعاً.

أدرجت اليونسكو المدينة ضمن قائمة التراث العالمي سنة 1981. أُطلق مشروع "فاس الكبرى" سنة 2014 لإصلاح طرقها وشبكاتها وجعلها أكثر جذباً للسياح. تعمل جمعية "فاس سايس" منذ 1986 على الحفاظ على طابع المدينة وتعريف العالم بها.

ADVERTISEMENT

فاس اليوم تحتفظ بتاريخها العريق، وتزدهر ثقافتها، وتنفتح على المستقبل، فتصبح وجهة سياحية وثقافية بارزة في المغرب والعالم العربي.

toTop