ما الذي تفعله أسماك القرش الأبيض في أعماق المحيط؟ هل لها حياة سريّة؟

ADVERTISEMENT

تبدو المخلوقات في أفلام الرعب أخطر حين تبقى مخفية، مثل القرش الأبيض الذي يختبئ في الأعماق ويزرع الخوف دون أن يُرى. راقب باحثون، في دراسة حديثة نشرتها مجلة PNAS، سلوك الغوص لاثني عشر نوعًا من الأسماك المفترسة الكبيرة، بينها القرش الأبيض وسمك أبو سيف، باستخدام أجهزة تتبع عبر الأقمار الاصطناعية. شملت الدراسة 344 سمكة، وجمعت نحو 47000 يوم من البيانات.

أظهرت البيانات أن الأسماك لا تقتصر على المياه الضحلة المعروفة بمناطق الصيد، بل تمضي وقتاً طويلاً في منطقتي "الشفق" (200-1000 متر) و"منتصف الليل" (1000-3000 متر) تحت السطح. يبدو هذا السلوك غير متوقع ويطرح أسئلة عن الهدف من الغوص إلى تلك الأعماق، خصوصاً مع البرودة الشديدة والضغط العالي والظلام الدامس.

ADVERTISEMENT

الفرضية الأولى افترضت أن الحيوانات تتبع فرائسها في "طبقة التشتت العميقة"، وهي طبقة تضم أسماكًا وقشريات تصعد ليلاً للتغذية وتغوص نهارًا. ينسجم الغوص مع التغذية لدى بعض الأنواع، لكن الباحثين لاحظوا تحركات لا تُفسَّر بالبحث عن طعام، بل ربما بالملاحة أو الهروب من مفترسات أكبر.

يلفت الانتباه أن الأنواع المدروسة لا تربطها قرابة وراثية مباشرة وتتبع استراتيجيات تطورية متباينة، ما يدل على أن الغوص العميق ظهر بشكل منفصل. يطرح الباحثون احتمال وجود كتلة حيوية مجهولة في الأعماق تشكل مصدر غذاء جديدًا، ما يثير القلق من استغلالها تجاريًا دون دراسة كافية، ويؤدي إلى تدمير أنظمة بيئية حيوية. لذلك يحث العلماء على التروي قبل السعي لاستغلال موارد لا تُفهم تمامًا في أعماق المحيط.

toTop