السرابيوم... أعظم لغز تحت الأرض

ADVERTISEMENT

يقع السرابيوم في صحراء سقارة قرب مدينة ممفيس، ويُعدّ من أكثر ألغاز الحضارة المصرية القديمة غموضًا. ذكره الجغرافي اليوناني سترابو في القرن الأول الميلادي، وظل منسيًّا حتى عثر عليه الفرنسي أوجست مارييت عام 1851، بعد عام من البحث استنادًا إلى مخطوطات سترابو. وصل إلى مدخل تحت الأرض وجد فيه توابيت حجرية ضخمة تزن الواحدة منها نحو 100 طن، جميعها كانت فارغة عدا واحد فجره مارييت بالديناميت وتبيّن أنه فارغ أيضًا.

يرتبط اسم السرابيوم بالإله سيرابيس، الذي جمع بين الإله اليوناني والمعبود المصري "أبيس" - الثور المقدّس. يُعتقد أن السرابيوم كان يُستخدم لدفن مومياوات ثيران أبيس المقدّسة، وكان يُمنح الثور المولود أثناء البرق مكانة مقدسة ويُدفن هناك بعد تحنيطه. السرابيوم يتكون من معرضين، الكبير منهما يحتوي على 26 تابوتًا منقوشة بدقة في ممرات تمتد لأكثر من 300 متر.

ADVERTISEMENT

أثار دقّة نحت التوابيت اهتمام الباحثين، مثل كريستوفر دان، الذي أشار إلى أنّ الزوايا الداخلية مصقولة بدقة فائقة تمنع مرور الضوء، ما يُشير إلى تقنيات فقدها قدماء المصريين ولا تزال لغزًا غامضًا. التوابيت نُحتت من الصخور الأشد صلابة، وقد جرى نقشها من الداخل بشكل فائق الدقة على عكس الخارج غير المنتظم، مما أثار تساؤلات كثيرة حول أغراضها الحقيقية.

ظهرت عدة نظريات لتفسير غرض السرابيوم: منها نظرية "بطاريّات الطاقة" التي تفترض استخدام التوابيت لتحمّل ضغوط عالية لتوليد الطاقة، إلا أن توقف بعضها عن الاكتمال يدحضها. وهناك فرضية تعتبرها "وسائل انتقال آني" أو "كبسولات شفاء"، استنادًا إلى العلاقة بين الإله سيرابيس والشفاء، مرجّحة استخدام التوابيت لعزل المصابين بالأمراض.

ADVERTISEMENT

ويبقى السرابيوم في سقارة لغزًا محفورًا في صخر التاريخ، يثير تساؤلات عن التقنية والمعرفة الغامضة في مصر القديمة، خاصة في ظل صعوبة تفسير كيف تم إدخال تلك التوابيت العملاقة عبر ممرٍ ضيق لم يتجاوز عرضه 3.2 متر.

toTop