جامع الزيتونة: رحلة عبر التاريخ والعمارة الإسلامية في تونس

ADVERTISEMENT

جامع الزيتونة أقدم مسجد في تونس العتيقة. بناه حسان بن النعمان سنة 79 هـ/698 م بأمر من الخليفة عبد الملك بن مروان. سُمّي باسم أشجار الزيتون التي كانت تحيط به. جرى توسيعه وترميمه في عهد الأغالبة، الفاطميين، الحفصيين، العثمانيين، ثم في عهد الجمهورية.

شيّد المسجد بطرازات متعددة؛ يغطي مساحة تضم 184 عموداً، 17 رواقاً، و9 أبواب. ينقسم إلى ثلاثة أجزاء: الجدار الخارجي والمنارة البالغ ارتفاعها 44 متراً، البهو المحاط بالأروقة والمحاريب، والقبة التي تعلو المحراب والمنبر الخشبي.

كان الجامع مكان عبادة ومركز علم. أنشئت فيه جامعة الزيتونة في القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي، وهي أقدم جامعة في العالم الإسلامي. قدمت طلاباً من بلدان متعددة، وخرّجت علماء مثل ابن خلدون وابن عرفة. درّست الفقه، التفسير، اللغة، البلاغة، النحو، والعروض، واعتمدت الاستدلال والمناقشة.

ADVERTISEMENT

أُنشئت مع الجامعة مكتبة الزيتونة في القرن نفسه. تحتوي على 30 إلى 40 ألف مصدر، منها مخطوطات نادرة مثل «الموطأ» للإمام مالك، «المقامات الحريرية»، و«الشفا» للقاضي عياض. نُقلت المجموعة إلى المكتبة الوطنية التونسية سنة 1967، وبقيت رمزاً للتراث الفكري في البلاد.

يُعد جامع الزيتونة اليوم رمزاً للهوية التونسية وعنصراً من تراث العرب والمسلمين، ويستقبل زوّاراً وباحثين في عمارة الإسلام وتعليمه.

toTop