حقيقة أم أسطورة ؟ ..حدائق بابل المعلّقة الشهيرة

ADVERTISEMENT

تُعَدّ "حدائق بابل المعلّقة" رمزًا باقيًا للحضارة البابليّة القديمة وإحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، مع استمرار التساؤلات حول وجودها الفعلي وموقعها، وهل كانت في بابل أم مجرد حكاية تناقلتها الأجيال.

اسم "بابل" أخذه الأكاديون ومعناه "بوابة الإله"، وهو اسم يُظهر الطابع الديني والتاريخي للمدينة التي أصبحت مركزًا حضاريًّا ناشطًا منذ القدم.

امتاز البابليّون بمهارات هندسيّة عالية، وبرعوا في قياس المساحات وبناء السدود والقنوات وتنظيم صناعة الجلود والفخار، ووضعوا قوانين حمورابي لتنظيم القضاء.

ADVERTISEMENT

وفقًا لدراسات، شُيّدت حدائق بابل نحو 600 ق.م قرب مدينة الحلة الحاليّة في العراق، وتُعد من أوائل محاولات الزراعة العموديّة. شُيّدت على شكل مدرّجات حجرية مكعبة تحتوي على تربة تُزرع فيها النباتات وتُروى بمياه تُضخ عبر أنظمة متقدمة لتقليل تأثير مناخ بابل القاسي.

يُرجّح بعض المؤرخين أن الملك نبوخذ نصّر الثاني بناها لإسعاد زوجته أميتيس التي افتقدت خضرة موطنها مقابل جفاف بابل. بينما تقول نظريات أخرى إنها بُنيت في نينوى في عهد الملكة الآشورية سميراميس. وما زال الجدل مستمرًا حول موقعها، إذ لم يُعثر على آثار تؤكد وجودها.

ADVERTISEMENT

وصف المؤرخون الحدائق بأنها تحتوي على نباتات وزهور تتدلى من ارتفاع كبير، وتنتشر فيها النوافير لرفع الرطوبة وتبريد الهواء، مما عزز مكانتها كأعجوبة هندسية وجمالية.

بعد وفاة نبوخذ نصّر، بدأت بابل بالانهيار التدريجي بسبب غزوات الفرس بقيادة سايروس والإسكندر المقدوني، واستمر تراجعها حتى الفتح الإسلامي عام 650م، فبقي منها اليوم آثار متفرقة تروي فصول حضارة قديمة، بينما تبقى حدائق بابل المعلّقة حكاية جذابة تلفت الباحثين والزائرين على حد سواء.

toTop