المدينة الضائعة هرقليون.. حضارة تحت الماء

ADVERTISEMENT

توجد مدينة هرقليون الغارقة في قاع خليج أبي قير قبالة الإسكندرية. عثر عليها عالم الآثار الفرنسي فرانك جوديو في تسعينيات القرن العشرين. أسّسها المصريون في القرنين السابع والثامن الميلاديين، وكانت ميناءً رئيسياً على البحر المتوسط. أظهرت التنقيبات معابد وتماثيل خشبية وحجرية، سفناً غارقة، عملات بطلمية، حُليّاً ذهبية، ومعبداً شبه مكتمل مخصصاً لآمون وخنسو.

بُنيت المدينة فوق أنقاض مدينة «تونيس»، وازدهرت تجارياً وثقافياً. تحتوي على بقايا 64 سفينة، سبعة مراسي، عدد كبير من التماثيل يصل ارتفاع بعضها إلى ستة عشر قدماً، توابيت، وعملات بطلمية. ظهر قصر يُرجّح أنه كان لكليوباترا، يحتوي على أكثر من 150 قطعة تعكس الالتقاء المصري الروماني.

ADVERTISEMENT

سبب غرق هرقليون لم يُحسم. تشير فرضيات إلى زلزال أو فيضان. بقيت شاهدة على حضارة عمرها ألف ومئتان عاماً. ترتبط بالأسطورة المصرية لإيزيس وأوزيريس، إذ يُروى أن إيزيس وجدت فيها الجزء الأخير من جسد أوزيريس.

نُسبت إلى البطل الإغريقي هرقل، وازدهرت حتى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد. بعد تأسيس الإسكندرية عام 332 ق.م استمرت بالنمو في العهدين البطلمي والروماني حتى الفتح الإسلامي.

كانت هرقليون نقطة تلاقٍ تجارية وثقافية بين مصر والإمبراطورية الرومانية. نالت اهتماماً عالمياً، خصوصاً من اليونسكو، ووُضعت خطة لتحويلها إلى متحف مغمور. أبرز معالمها معبد آمون الذي زاره الفراعنة لتقلّد الألقاب، ومعبد يوناني مخصص لأفروديت. عُثر على قرابين، آنية رخامية، أدوات تجميل، قطع فضية وكلسية، ما يجعل من هرقليون متحفاً غارقاً لمصر القديمة.

toTop