صحراء الربع الخالي .. كنوز وأسرار وأساطير

ADVERTISEMENT

تُعد صحراء الربع الخالي من أكبر وأغرب الصحاري في العالم، وتمتد على حوالي 600 ألف كيلومتر مربع، لتشكل ربع مساحة الجزيرة العربية، وتحيط بها أربع دول عربية. سُمّيت بالربع الخالي لقلة الحياة البشرية فيها، لكن الواقع يُظهر أنها تزخر بالأسرار والكنوز والمظاهر الطبيعية التي تمنحها طابعًا خاصًا.

تشكل كثبانها الرملية العملاقة منظرًا بصريًا يأسر الألباب، حيث تتراكم الكثبان الحمراء المرتفعة التي تنحتها الرياح بأشكال تشبه عروق اليد. وتنبعث من الصحراء أصوات غريبة أطلق عليها البدو اسم "العزيف"، يعتقد البعض أنها أصوات الجن، بينما يرجعها آخرون إلى حركة الرمال وتردد الرياح، ومع ذلك، يبقى مصدرها لغزًا محيرًا.

ADVERTISEMENT

تحت رمال الربع الخالي تختزن ثروات نفطية هائلة دفعت بعض البدو إلى تسميته "الربع الغالي". يحتوي على حقول نفط ضخمة مثل حقل الغوار وحقل الشيبة، ينتجان معًا أكثر من 5 ملايين برميل يوميًا، منذ أكثر من 70 عامًا، ويُتوقع استمرار الإنتاج لعقود مقبلة.

تتميز الصحراء بجمال طبيعي فريد، حيث ساعدت الأمطار على تشكل بحيرات صغيرة جذبت الحياة البرية والطيور، مما أضفى على المنطقة تنوعًا بيئيًا غير مألوف. تُعد تلك الظواهر من أبرز العوامل التي تجذب محبي السياحة البيئية في المملكة.

أثناء عمليات التنقيب عن الغاز، عُثر على آثار تعود لقوم عاد، منها قلعة ضخمة بُنيت بطريقة فريدة، وشظايا فخارية وأحافير لحيوانات مثل فرس النهر، ما يدل على أن المنطقة كانت في الماضي واحة خضراء مليئة بالأنهار والعيون.

ADVERTISEMENT

ومن بين أشهر الأساطير المتداولة بين سكان المناطق المجاورة، قصة "الجنية حمدة"، التي يُقال إنها تظهر على الطريق بين نجران وشرورة ليلاً، موصوفةً بأنها تُصدر أصواتًا مخيفة وترتدي ثوبًا يخفي قدميها الشبيهة بأقدام الحمير. تُعد تلك الحكاية من أبرز الموروثات الشعبية التي تزيد من غموض صحراء الربع الخالي.

toTop