تاريخ القارة القطبية الجنوبية

ADVERTISEMENT

بدأ الأوروبيون استكشاف جنوب الكرة الأرضية في أواخر القرن الثامن عشر لأسباب تجارية وعلمية، أبرزها صيد الفقمات ورسم الخرائط المغناطيسية. شارك في هذه الأنشطة صائدو فقمة من بريطانيا والولايات المتحدة، ثم انضم إليهم لاحقًا صيادون من دول أخرى، ما أدى إلى انخفاض حاد في أعداد فقمة الفراء الجنوبية. ساعدت هذه الرحلات أيضًا على تطوير فهم المجال المغناطيسي للأرض، وأبرزها البعثات البريطانية بقيادة جيمس كلارك روس، والفرنسية بقيادة جول دومون دورفيل، والأمريكية بقيادة تشارلز ويلكس التي رسمت مناطق واسعة من ساحل القارة القطبية الجنوبية.

ADVERTISEMENT

شهدت بداية القرن العشرين انطلاق "العصر البطولي" للاستكشاف، والذي تميز بإحراز تقدم جغرافي وعلمي ملموس. أصبحت السفينة البلجيكية Belgica أول سفينة تقضي شتاءً كاملًا في مياه القارة القطبية، تلتها بعثة علمية نرويجية بقيادة بورشجريفينك قضت أول شتاء مخطط له على اليابسة.

في عام 1902، سجلت البعثة البريطانية بقيادة روبرت سكوت رقمًا قياسيًا بوصولها إلى خط عرض 82°17′ جنوبًا. استخدمت لاحقًا تقنيات جديدة، مثل البالونات والوسائل الميكانيكية، في الاستكشاف. انطلقت بعثات أخرى من فرنسا وألمانيا والسويد، شملت تمويلات خاصة وحكومية ومشاركات متعددة الجنسيات، وركزت خاصة على بلوغ القطب الجنوبي وتسجيل إنجازات استكشافية فريدة.

ADVERTISEMENT

بعد انتهاء السنة الدولية للقطب الجنوبي عام 1957، رأت الولايات المتحدة ضرورة الحفاظ على التنسيق الدولي، فاقترحت إبرام معاهدة لتنظيم الأنشطة في القارة القطبية. عقدت 12 دولة محادثات استمرت أكثر من عام، وأسفرت في 1 ديسمبر 1959 عن توقيع "معاهدة أنتاركتيكا"، والتي دخلت حيز التنفيذ في 23 يونيو 1961.

تشمل المعاهدة بنودًا تقضي باستخدام القارة للأغراض السلمية فقط، وتشجع التعاون العلمي وتبادل المعلومات، وتحظر الأنشطة النووية والمطالبات الإقليمية الجديدة. تتيح التفتيش المفتوح وتضمن النظام القانوني واحترام القانون الدولي، مع إمكانية مراجعتها بعد 30 عامًا من نفاذها. تُعد معاهدة أنتاركتيكا خطوة دبلوماسية بارزة وضمانًا لاستخدام القارة القطبية لأهداف علمية وسلمية بحتة.

toTop