لماذا تعرف أم كلثوم بسيدة مصر؟

ADVERTISEMENT

تحظى أم كلثوم بشعبية واسعة في العالم العربي، وتُعد من أبرز رموز الفن في مصر، ولُقبت بـ"صوت مصر" و"الهرم الرابع"، وترجمت سيرتها إلى 97 لغة. في عام 2023، أدرجتها مجلة "رولينغ ستون" ضمن أعظم 200 مطرب في التاريخ، وجاءت في المرتبة 61.

وُلدت أم كلثوم في 1904 لأسرة فقيرة في قرية صغيرة، وبدأت الغناء في سن مبكرة حين رافقت والدها المنشد في حفلات القرى. استمرت مسيرتها أكثر من 50 عاماً، وبلغت أوج شهرتها حين بدأت الإذاعة المصرية بث حفلاتها الشهرية. كانت حاضرة في الحياة الثقافية، ورأست اتحاد الموسيقيين وعضوت في لجان فنية حكومية، ومثلت الثقافة المصرية في دول عربية.

ADVERTISEMENT

في عشرينيات القرن الماضي انتقلت إلى القاهرة وسجلت أولى أعمالها التي لاقت رواجاً. مع انطلاق الإذاعة عام 1934، ازدادت شهرتها بعد بث حفلاتها الحية. بفضل صوتها المدرب وثقافتها الدينية، أتقنت الأداء الغنائي والارتجال ضمن النظام الموسيقي العربي. أحبت الشعر العربي وأولته اهتماماً، فغنت لأبرز الشعراء مثل أحمد شوقي، وارتبطت بألحان رياض السنباطي التي حملت رسائل سياسية واجتماعية.

ساهمت عروضها في تشكيل هوية مصرية موسيقية، وتُعد نموذجاً لدمج الموسيقى مع كلمات ذات معنى عميق. كان تفاعل الجمهور الحي سمة حفلاتها، إذ كانت تعيد المقاطع استجابة لطلب الحاضرين. حولت الأغاني القصيرة إلى عروض تمتد ساعتين.

ADVERTISEMENT

بعد ثورة 1952، دعمت النظام الجديد، وبرز دورها الوطني بعد هزيمة 1967، حين قامت بجولات في العالم العربي وجمعت ملايين الدولارات لدعم مصر. أصبحت رمزاً لمقاومة الاستعمار والتغريب، وجسدت القيم المحلية في محيط سياسي متغير. تُوفيت في 1975، وشيعها أكثر من 4 ملايين شخص في جنازة تُعد من الأكبر في تاريخ مصر، مما يعكس مكانتها كفنانة وكرمز للهوية العربية والمصرية.

toTop