دليل التحيُّز المعرفي: قائمة منظمة للتحيُّزات المعرفية لأن التفكير صعب

ADVERTISEMENT

يُعدّ التفكير البشري نتيجة تطورية نادرة، لكنه يميل إلى الانحراف بسبب اختصارات ذهنية تُسمّى الانحرافات المعرفية. تلك الاختصارات تُعيق الحكم الصحيح، وتُربك القرار، وتُفسد التفاعل الاجتماعي. تتكرر الأخطاء بنفس الشكل غير المنطقي، فوضع باستر بنسون قائمة وضعها جون مانوجيان الثالث رسمياً، عدّد فيها 180 انحرافاً تقريباً، ووزّعها على أربع مجموعات كبيرة تُوضح عيوب الدماغ الرئيسة.

أطلق عاملان هما عاموس تفيرسكي ودانيال كانيمان في السبعينيات مصطلح «التحيّز المعرفي»، وكان البداية نموذجاً في علم النفس وفي الاقتصاد السلوكي. تشير ملاحظات متتالية إلى أن تلك الانحرافات نشأت لأسباب تكيفية: تُسرّع القرار وتُقلل الجهد الذهني. يُطلق على هذا الوصف «العقلانية المحدودة».

ADVERTISEMENT

يُضعف الانحراف عدد من العوامل: الضغط العصبي، الانفعالات، المحيط الاجتماعي، وكثرة المعلومات. أظهرت دراسة نُشرت في Nature Human Behaviour أن نقص الوقت يُنقص دقة القرار بأكثر من 30 %.

تتنوع صور الانحراف، وأبرزها: البحث عن تأكيد ما يُعتقد، التأثر بتكرار المعروض، الاستدلال بسهولة استحضار المثال، ووهم دانينغ-كروجر. بعض الانحرافات واضحة مثل الإصرار على استكمال مشروع خاسر أو تفضيل أفراد الجماعة، وبعضها خفي لا يُدرك، لكنه يُحرك السلوك الاجتماعي ويُعطل سير العمل.

يبدو الانحراف سلبياً في العادة، لكنه يُفيد في المواقف التي تتطلب سرعة ورد فعل سريع، ويُساعد على تماسك الجماعة. يُستخدم دليل مبسّط يُسمّى «ورقة الغش» لفهم تلك الظواهر، وتُطبق النتائج في تصميم واجهات المستخدم، في التعليم، وفي وضع السياسات العامة.

ADVERTISEMENT

تتسع دراسات التحيّز المعرفي لتشمل علم الأعصاب، الذكاء الاصطناعي، والاقتصاد السلوكي. تُقدّر التقارير أن سوق العلوم السلوكية سيرتفع إلى 3.4 مليار دولار بحلول 2030. يتزايد الطلب على أدوات دقيقة تُحدد الانحرافات الخفية وتُقيس أثرها في بيئات اجتماعية وثقافية مختلفة.

تُلخص النتيجة أن الانحرافات ليست عيوباً إدراكية فحسب، بل تكتيكات تطورية ساعدت الإنسان على التأقلم مع بيئات معقّدة. يبقى الإدراك بتلك الانحرافات خطوة أساسية نحو مجتمعات أكثر عقلانية وعدلاً.

toTop