أول جامعة في العالم، ولا تزال تعمل، موجودة في المغرب

ADVERTISEMENT

تأسست جامعة القرويين في فاس، المغرب، سنة 859 ميلادية على يد فاطمة الفهري، وهي أقدم جامعة لا تزال تعمل حتى اليوم. منذ بدايتها، أصبحت مكانًا رئيسيًا للعلم والتعليم في العالم الإسلامي، وقدمت دروسًا متقدمة في علوم الدين، والرياضيات، والفلك، والطب، ودراسة اللغة. ساعدت الجامعة على نقل المعرفة بين الثقافات، وجذبت علماء وفلاسفة من بلدان متعددة، مثل ابن خلدون وابن ميمون، الذين أثروا الفكر الإسلامي وشاركوا في تطور عدد من العلوم.

جامع القرويين بناء معماري مميز، يجمع بين الطراز الأندلسي والطراز الإسلامي. يحتوي المسجد على واحدة من أقدم المكتبات في العالم، وتضم مخطوطات نادرة، منها مؤلفات ابن رشد التي أثرت الفكر الأوروبي في عصر النهضة. حافظت الجامعة على التراث الثقافي ونقلت المعرفة من المغرب إلى أوروبا، وساهمت في وضع مناهج دراسية استندت عليها جامعات لاحقة.

ADVERTISEMENT

لعبت الجامعة دورًا مهمًا في نقل العلوم وتطويرها خلال العصور الوسطى، حيث ساعد علماؤها على إطلاق نهضة فكرية من خلال التواصل مع علماء أوروبا. وضعوا أسلوبًا دراسيًا منظمًا يعتمد على التحليل، والنقاش، وحل المشكلات، وأصبح هذا الأسلوب لاحقًا أساسًا للتعليم الجامعي الحديث. ساعدت هذه الجهود على ترسيخ مفاهيم مثل الدرجات العلمية والتعليم الرسمي في الجامعات الأوروبية.

شاركت الجامعة في تطوير الطب، والفلك، والرياضيات، من خلال علماء مثل الزهراوي والبيروني، مما وصل بين الحضارة الإسلامية والعلوم الغربية. وعندما ترجمت أعمالهم إلى اللاتينية، ساهمت في إطلاق حركة تطور أكاديمي في أوروبا.

ADVERTISEMENT

رغم تاريخها الطويل، تتبنى الجامعة التطورات الحديثة، حيث أدخلت الرقمنة، حدثت المناهج، ووسعت التعاون الأكاديمي العالمي. مشاريع الأرشفة الرقمية تتيح الوصول إلى مصادر المعرفة، وتعزز مكانة القرويين كمؤسسة تعليمية رائدة في العصر الحالي، تبدأ من الماضي نحو المستقبل، وتؤكد دور المغرب والعالم الإسلامي في إثراء الحضارة الإنسانية.

toTop