بماذا تشتهر مدينة صور في لبنان؟

ADVERTISEMENT

تقع مدينة صور على الساحل الجنوبي للبنان، ويبلغ عمرها نحو 2750 سنة قبل الميلاد. بدأت حياة المدينة مع الفينيقيين، وسرعان ما صارت مرفأ تجاريًا كبيرًا أرسل سفنه إلى قرطاج وقبرص. من أبرز أحداثها تأسيس قرطاج على يد الملكة إليسا، وهي خطوة نقلت ثقافتها إلى شمال إفريقيا. اشتهرت أيضًا بصبغة الأرجوان التي تُستخرج من صدفة الموركس، وصارت لونًا يقتصر على الملوك، وجلبت أرباحًا كبيرة لأهل المدينة.

أدرجت اليونسكو صور ضمن قائمة التراث العالمي لما تحتويه من آثار رومانية وفينيقية وبيزنطية. يبرز موقع البص الذي يضم مقبرة رومانية، قناة ماء، قوس نصر، ومضمار سباق خيل يتسع لعشرين ألف متفرج. في الميناء القديم تظهر شوارع مرصوفة، حمامات عامة، وكنائس كانت قلب الحياة الدينية والاجتماعية. أضرّ التوسع العمراني وبعض الحروب بجزء من الآثار، لكن فرق ترميم محلية ودولية تواصل الحفر والإصلاح للحفاظ على ما تبقى.

ADVERTISEMENT

ذكرت صور في التوراة والقرآن، وعرفت عبادة الإله ملكارت قبل أن تتحول إلى مركز مسيحي في العهد البيزنطي. اليوم يعيش فيها مسلمون ومسيحيون من طوائف متعددة، يمارسون طقوسهم جنبًا إلى جنب. يظهر هذا التنوع في أعياد المدينة وعاداتها اليومية، حيث يتبادل السكان الزيارات والأطعمة، ويحتفلون معًا بمناسباتهم الدينية.

إلى جانب آثارها، تبقى صور مدينة ساحلية حيوية. يستريح الزوار على شاطئ الجمال، بينما تعود السلاحف البحرية إلى محميتها لتضع بيضها. يفتح الصيادون شباكهم في الميناء القديم عند الفجر، وتفتح الأسواق أبوابها لبيع البهارات والأقمشة. ينظم شباب المدينة ورش فنون وحرف يدوية، ويعدّون جولات سياحية صديقة للبيئة، ويعلمون الزوار الأبجدية الفينيقية التي ما زالت تُستخدم في الحلي والنقوش.

ADVERTISEMENT

صور ليست ركامًا تاريخيًا، بل مدينة تتنفس، يعيش سكانها بين أحجارها القديمة، ويحملون تراثها إلى البحر كل صباح.

toTop