أيهما أسوأ للحياة البرية: مزارع الرياح أم حفر النفط؟

ADVERTISEMENT

تزداد الضغوط على قطاع الطاقة بسبب أزمة المناخ، والانتقال من الوقود الأحفوري إلى مصادر مثل طاقة الرياح خطوة أساسية لخفض انبعاثات الكربون. لكن تأثير تلك المصادر على التنوع البيولوجي يطرح أسئلة مهمة. يقارن المقال الآتي بين الضرر البيئي لمزارع الرياح وأنشطة حفر النفط بالنسبة للحياة البرية على المستويين المحلي والعالمي.

يُظهر تقرير الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN 2024) أن عدد الأنواع المهددة بالانقراض يتجاوز 44,000 نوع، وتتركز أغلب الكائنات البرية في الغابات والمناطق الحيوية مثل الأمازون وجنوب شرق آسيا. أما الصحارى والتندرا القطبية فتأوي أنواعاً تكيفت مع الظروف القاسية.

ADVERTISEMENT

تُشيّد مزارع الرياح في المناطق التي تهب فيها رياح منتظمة عبر أراضٍ مفتوحة. تتواجد الطيور الجارحة والمهاجرة والخفافيش وبعض الكائنات البحرية في تلك المواقع، ما يعرضها لاصطدام الشفرات الدوّارة. يقدّر معهد الحياة البرية والرياح (AWWI) أن نحو 234,000 طائر تموت سنوياً في الولايات المتحدة بسبب التوربينات، لكن الرقم لا يتعدى 0.02 % من إجمالي وفيات الطيور الناتجة عن الأنشطة البشرية.

يُنفّذ حفر النفط في الصحارى والغابات والتندرا وعلى أعماق بحرية. تضر أعمال الحفر بالحيتان والدلافين والطيور البحرية والشعاب المرجانية. الانسكابات النفطية والتلوث الكيميائي وتدمير المواطن تُحدث خسائر واسعة. تشير الأمم المتحدة إلى أن 10 % من التسربات تؤدي إلى أضرار دائمة في التنوع البيولوجي.

ADVERTISEMENT

تنتشر مزارع الرياح في الصين وأوروبا والولايات المتحدة، بينما تتركز منصات النفط في الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية وروسيا. المنشآت البحرية في كلا القطاعين تُعد من أكثر المواقع تأثيراً في النظم البيئية.

رغم أن مزارع الرياح تسبب نفوق بعض الطيور، يبقى تأثيرها محدوداً مقارنة بحفر النفط الذي يترك أضراراً طويلة الأمد ومتعددة الجوانب في التنوع البيولوجي. من هذا المنطلق، تُعد الطاقة المتجددة، ومنها طاقة الرياح، خياراً أنسب للحفاظ على الحياة البرية، مع دعوات مواصلة الابتكار وإجراء تقييمات أثر بيئي دقيقة.

toTop