عثر العلماء على مادة لزجة داخل جرة عمرها 2500 عام. بعد سبعين عاماً، يعرفون أخيراً ماهيتها

ADVERTISEMENT

في موقع بايستوم جنوب إيطاليا، انتهى لغز علم الآثار الذي استمر أكثر من 70 عاماً، حين تأكد الباحثون أن المادة اللزجة داخل جرة برونزية قديمة من القرن الخامس قبل الميلاد هي عسل بقي محفوظاً بطريقة لم تحدث من قبل.

عثروا على الجرة في خمسينيات القرن الماضي داخل ضريح ديني، ويُرجح أن أحد وضعها قرباناً طقسياً. إحكام غطائها حفظ ما بداخلها أكثر من 2500 سنة. التحاليل الكيميائية التي أجرتها جامعة أكسفورد بين 2024 و2025 استخدمت أجهزة GC-MS وHPLC وIRMS، فعثرت على الغلوكوز والفركتوز وحمض الجلوكونيك، فتأكد أن المادة عسل.

أظهرت النتائج أن العسل خلا من أي نمو جرثومي بفضل خصائصه القاتلة للبكتيريا، فصار من أقدم عينات العسل المحفوظة في المتوسط، وقدم دليلاً مادياً على استخدامه في شعائر دينية أو جنائزية أو حتى في العلاج.

ADVERTISEMENT

الاكتشاف يثبت أن الإغريق القدماء ربوا النحل وأداروا تجارة عسل، ويبين أن الإناء البرونزي يستطيع حفظ المادة العضوية إذا وُفرت له ظروف ملائمة. كما يذكّر بأهمية دمج علم الآثار بالكيمياء الحديثة لمعرفة الغرض الطقسي من الطعام القديم.

القيمة الأثرية للجرة تكمن في ما تكشفه عن ثقافة الأكل والدين والتجارة في القدم، إذ كان العسل رمز طهارة مرتبط بإلهات مثل ديميتر وأرتميس. الاكتشاف يفتح باب أبحاث جديدة تدرس بقايا عضوية داخل آنية قديمة في مختلف مواقع المتوسط.

الجرة شاهد نادر على التقاء الشعائر الدينية بالمعرفة العلمية القديمة، والعلوم الحديثة كشفت قصتها بعد قرون من الظلام.

toTop