كيف أساعد طفلي ليعبر عن مشاعره بطريقة صحية ومهذبة؟

نهى موسى

04/03/2025

هل تصاب بالغضب عندما ينخرط طفلك في البكاء والصراخ بصفة خاصة في الأماكن العامة؟ هذا المقال يدعوك لتفهم السبب وراء الكثير من تصرفات طفلك السلبية مثل البكاء أو الصراخ أو إلقاء الكلمات الغاضبة وأحيانا الألفاظ البذيئة أيضا. طفلك لا ينقصه التهذيب ولكن ينقصه اللغة، يفسر علماء النفس مثل هذه التصرفات بفقر المهارات اللغوية الذي يشعر الطفل بالعجز لأنه غير قادر على أن يوصل لك مشاعره الغاضبة أو المتألمة من خلال الكلمات. تصور أنك غير قادر على العوم وقام شخص ما بدفعك في حمام السباحة ذا عمق 6 أو 7 أقدام، ماذا سيكون رد فعلك؟ هل تطلب بأدب وهدوء أن يساعدك على الخروج؟ في الأغلب أنك ستصرخ وتتخبط في مياه حمام السباحة. عندما يشعر الطفل بمشاعر حزن أو إحباط أو غضب أو ألم جارف يجد صعوبة في التعبير عن شدتها باستعمال مفردات اللغة فيقوم باستعمال المفردات التي تعلمها من نعومة أظافره وهي البكاء والصراخ. تحدث تلك النوبات أيضا عند الشعور بالملل والجوع والتعب والإرهاق. يوجد أسبابا أخرى يستخدم فيها الأطفال مثل هذه التصرفات وتصدر في الغالب عن الأطفال الأكبر سنا وهو الشعور بالغيرة أو الابتزاز العاطفي حتى يحصل على ما يريد أو حتى تقليد لسلوكيات لاحظها الطفل في أطفال آخرين. لكي ننجح في تعديل سلوك الطفل يجب أن نعلم الطفل وسائل صحية ومهذبة يمكنه بها التعبير عن مشاعره المختلفة. تابعوا سطور هذا المقال ربما تساعدكم على ذلك وتذكروا أنه يمكنكم دائما اللجوء لمتخصص إذا لم تتمكنوا من مساعدة الطفل أو إذا أظهر الطفل نوبات غضب عنيفة تسببت في أذى لنفسه أو لأخريين.

علم طفلك المشاعر المختلفة

صورة من unsplash
صورة من unsplash

يبدأ الطفل التعبير عن مشاعره بالبكاء من عمر 7 شهور وخلال عمر سنتين وثلاث سنوات يتعلم الطفل التعبير عن مشاعره لذا؛ بداية من سن ما قبل الحضانة يمكن تعليم الطفل عن المشاعر المختلفة مثل الغضب والحزن والألم. استخدم الكروت Flash cards أو الألعاب مثل التي يظهر فيها ملامح الوجه في المشاعر المختلفة. ناقش مع طفلك بما يتناسب مع عمره متى نشعر بهذا الشعور. أستخدم مواقف يومية يمر بها الطفل. أحيانا يكون غضب الطفل من شعوره باليأس من عدم فهمه لمشاعره.

يمكنك استخدام لوحة ال emojis أو الكروت عندما يبكي الطفل أو يشعر بالغضب أطلب منه أن يشير للوجه الذي يعبر عنه ثم أبدأ في الكلام بهدوء معه. تجنب لوم الطفل أو الصراخ فيه بأن يتوقف. إذا لم تنجح في تهدئته أجلس بجواره وأنتظر بصبر حتى يهدأ. من سن 3 ل 4 سنوات يبدأ الطفل بالتعبير عن مشاعره الأساسية بالكلمات وبالرسم أيضا.

أهمية فهم مشاعر الآخرين

يبدأ الأطفال في فهم مشاعر الأخريين بين عمر 3 سنوات و 4 سنوات، ناقش مع طفلك أن للأخريين أيضا مشاعر مثله وعلمه قراءة تعبيرات وجه الأخريين ولغة الجسد الخاصة بهم. بذلك تكون ساعدته على التحكم في مشاعره والهدوء حتى يهدأ الطرف الأخر ثم الكلام بهدوء. يساعد ذلك في تنمية الذكاء الاجتماعي للطفل ويساعده على تكون صداقات لأنه طفل مراع ومتعاطف.

إستراتيجيات التأقلم

سواء كنت طفلا أو بالغا فهناك إستراتيجيات للتأقلم تتبعها عندما تشعر بمشاعر سلبية، بعض تلك الإستراتيجيات سلبية وبعضها إيجابية. بما أننا في مراحل تعليم الطفل فأنه يسهل علينا تعليم الطفل الإستراتيجيات الإيجابية لمساعدته على استخدام وسائل صحية للتهدئة وتسكين الغضب أو الحزن.

وجدت أن الطفل غاضب بشكل كبير، قم بسؤاله "حبيبي لماذا لا تهدأ ثم يمكننا أن نتكلم؟ هل تحب أن تسمع موسيقى أم ترسم ثم نتكلم بعدها؟" سماع الموسيقى أو الرسم أو نفخ فقاعات الصابون أو اللعب بكرة الضغط أو كرة القدم أو حتى شرب الماء البارد كلها أنشطة يمكنها تهدئة الطفل ومساعدته في استعادة السيطرة على مشاعره ثم بعدها يمكنكم الكلام.

عندما يختار الطفل الطريقة الأنسب له سيرتبط في ذهنه أن هذه هي الطريقة التي ساعدته على الشعور أنه أفضل وسيميل لتكرارها في المستقبل لتهدئة غضبه.

أستخدم فن القصة واللعب التخيلي

صورة من unsplash
صورة من unsplash

بعد أن تتعرف على المحفزات التي تصيب طفلك بالغضب أو الحزن قم بكتابة قصة أو حتى حكي القصة للطفل عن شخصية خيالية تمر بمواقف "محفزات مشابهة" وكيف يمكنهم التصرف في تلك المواقف. ذكر طفلك دائما بالشخصية الخيالية. الحكي يعتبر من الفنون العلاجية التي أثبتت نجاحا كبيرا للتخلص من المشاعر السلبية حتى في حالة البالغين. عندما يكبر طفلك أيضا يمكنك أن تشجعه على استخدام الكتابة لتفريغ مشاعره السلبية. لا تحتج الكتابة في تلك الحالة لموهبة خاصة يكفي أن توظف الكلمات في تفريغ الطاقة السلبية التي تشعر بها.

يساعد اللعب التخيلي أيضا الطفل على استيعاب الرسالة التي تحاول أن تقدمها له. بديلا عن تلاوة القصة قم بلعب الأدوار مع طفلك وتمثيل الموقف.

شجعه ووجهه

عندما تلاحظ تصرف الطفل بهدوء عند الغضب وسيطرته على مشاعره شجعه وكافئه وأثني على تصرفه، سيساعد ذلك الطفل على تكرار السلوك في المستقبل. أما إذا فقد سيطرته فانتظر حتى يهدأ ثم وجهه "حبيبي أعلم أنك غاضب ولكن اتفقنا أنه عندما تشعر بالغضب سنتصرف بتلك الطريقة...".

كن قدوة

صورة من unsplash
صورة من unsplash

يتعلم الطفل من خلال المراقبة والتقليد، وتقليد الوالدين وسلوكهم يأتي في المقام الأول ويليه الأخوات الأكبر والأقران. يستحيل تعليم الطفل التحكم في مشاعره والتعبير عنها بطريقة صحية إذا ما كنا نحن البالغون نقوم بالصراخ أو السباب أثناء الغضب.

  • الحيوانات
  • إدارة وأعمال
  • الثقافة
  • الطعام
  • أسلوب الحياة
  • علوم
  • تقينة
  • الرحلات والسفر

    إدارة وأعمال

      المزيد من المقالات