مدينة شبام القديمة المسورة، اليمن

ADVERTISEMENT

مدينة شبام، التي بدأت في القرن السادس عشر، تُعد مثالًا نادرًا لمدينة بنيت طوابقها فوق بعضها في مساحة لا تتجاوز 0.03 كم²، وسكنها نحو 7000 شخص بكثافة تزيد ثلاث مرات عن أكثر المدن الحديثة ازدحامًا. تحيط بها أسوار ارتفاعها بين 6 و9 أمتار وطولها 1200 متر، ولها بوابة واحدة تفتح للمشاة والسيارات، ما يظهر طابعها العسكري الذي شيّد لصد الغزاة.

لقبت شبام بـ"مانهاتن الصحراء" لأن أبنيتها المصنوعة من الطوب اللبن ترتفع كالأبراج، ويبلغ عددها نحو 500، كل بناية بين 5 و11 طابقًا، ويصل ارتفاع بعضها إلى 30 مترًا. الطابق يحتوي على غرفة أو غرفتين، وجدران أرضيته تصل سماكتها إلى مترين.

ADVERTISEMENT

يُشَيَّد البيت من طوب ولد مجفف في المكان، ثم يُغطى بمزيج من الجير والطين يحمي الجدران والسطوح من المطر لسنوات طويلة، ويُدخل الخشب أو الحجر حين تستدعي الحاجة، خاصة في الطوابق السفلية.

خطّت شوارع شبام على هيئة متعرجة لتبقي في ظلال دائمة طوال النهار، فتُقصي الشمس والحرارة عن السكان. تعتمد الأبنية على تكييف هواء طبيعي بفتح نوافذ صغيرة موزعة على ارتفاعات مختلفة، فيُعدّل تيار الهواء داخل البيت ويُثبت الحرارة بين 20 و21 درجة مئوية، رغم تقلبات الجو الخارجي.

أبرز مشكلات المدينة الطينية اليوم تسرب المياه من داخل الجدران، وضعف صيانة الأسقف، إضافة إلى انتشار المراحيض الغربية الحديثة التي تهدد النظام القديم. سبق أن اعتمدت شبام نظامًا بيئيًا يفصل الفضلات ويُعيد استخدامها في الزراعة. ذلك النظام كان يحتاج تنسيقًا دقيقًا لإدارته داخل مدينة مكتظة في بيئة صحراوية قاسية.

ADVERTISEMENT

في الإمارات، يستعين الجناح اليمني في قرية دبي العالمية بعمارة شبام، فيبني جدرانه من الطوب اللبن ليعكس هويتها التاريخية والمعمارية النادرة.

toTop