سليمان القانوني– هل كان أعظم السلاطين الأتراك؟

ADVERTISEMENT

سليمان القانوني، عاش في ذروة مجد الإمبراطورية العثمانية كعاشر سلاطينها وأطولهم حكمًا بين عامي 1520 و1566. عهده اتسم بالتوسع الإقليمي والإصلاحات العميقة والازدهار الثقافي، ما منحه ألقابًا كـ"العظيم" و"القانوني".

شهدت فترته فتوحات واسعة، شملت بلغراد (1521)، رودس (1522)، بودابست (1526)، وبلغت ذروتها بمحاصرة فيينا (1529)، بالإضافة إلى توغل العمق العثماني في شمال إفريقيا حتى الجزائر. تألق الأسطول العثماني بقيادة بربروسا بانتصاره في معركة بريفيزا عام 1538 ضد القوى البحرية الأوروبية، وأصبحت طرابلس تحت سيطرة العثمانيين عام 1551، بينما فشلت الحملات ضد ديو الهندية (1538) ومالطة (1565).

ADVERTISEMENT

على الصعيد الداخلي، أدخل سليمان إصلاحات قانونية وإدارية عززت الحكم المركزي. جمع القوانين المختلفة في نظام موحد يُعرف بالقانون العثماني، ليؤسس بذلك منظومة استمرت أكثر من ثلاثة قرون دون المساس بالشريعة الإسلامية.

السلطان سليمان رعى الفنون والتعليم، وأسس ما عُرف بالعصر الذهبي العثماني، حيث شُيّدت منشآت معمارية خالدة أبرزها مسجد السليمانية بإسطنبول. أنشأ مجمعات "أهل الحرف" التي جمعت الحرفيين من مختلف أرجاء الإمبراطورية، مما أدى إلى تمازج ثقافي غني بين التراثين التركي والعربي ومن تأثر بهم من أوروبا.

ADVERTISEMENT

اتسمت سياسته الخارجية بالبراعة، إذ حافظ على علاقات دبلوماسية مع قوى أوروبية كفرنسا والبندقية، واستطاع بمرونته السياسية تأمين استقرار نسبي في أرجاء الدولة متعددة الأعراق والثقافات.

أما إرثه، فقد شكّل علامة فارقة في الجغرافيا السياسية للبحر المتوسط والبلقان، ورسّخ نفوذ الدولة العثمانية لعقود لاحقة. ساهمت إنجازاته القانونية والعسكرية والثقافية في ازدهار الإمبراطورية، وجعلت اسمه رمزًا في التاريخ العثماني والعالمي.

toTop