هل سيُصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على تصميم نفسه؟

ADVERTISEMENT

يثير موضوع قدرة الذكاء الاصطناعي على تصميم نفسه جدلاً واسعاً بين العلماء والخبراء. فبينما يرى البعض أنه أمر سيحدد مع تطور التقنية، يحذر آخرون من مخاطره المحتملة على الأخلاق والمجتمع والوجود البشري ذاته، مطالبين بإدارة التقدم بحذر ومسؤولية.

رغم غياب إجابة حاسمة حول الإمكانية، تتباين المواقف ما بين التفاؤل المتحمس والمخاوف العميقة. بعض العلماء يرون في قدرة الذكاء الاصطناعي على تطوير ذاته تطورًا طبيعيًا قائمًا على التعلم الذاتي وتحليل البيانات الضخمة والابتكار. يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يختبر كوداته ويعدلها ويصمم أجيالًا أكثر تطورًا من نفسه، مستندين إلى ما يظهر من قدراته في الإبداع والمنافسة.

ADVERTISEMENT

في المقابل، يرى معارضو الفكرة أن الذكاء الاصطناعي، رغم تقدمه، ما زال يفتقر إلى الفهم العميق والقيم الأخلاقية. يحذرون من مخاطره، مثل التحيز الناتج عن البيانات المحدودة أو المتحيزة، وفقدان السيطرة البشرية، بالإضافة إلى عجز الذكاء الاصطناعي عن استيعاب الأهداف الإنسانية أو اتخاذ قرارات تراعي البشر. تُثار تساؤلات جدية حول قدرة الأنظمة على الالتزام بضوابط أخلاقية تحمي الإنسان والمجتمع.

تبرز مسألة التكلفة باعتبارها العائق الأكبر أمام تطوير ذكاء اصطناعي مستقل بالكامل. تنفيذ مشاريع متقدمة في المجال يتطلب استثمارات ضخمة، بدءًا من البنية التحتية المتقدمة وتقنيات باهظة مثل التعلم العميق، إلى ضرورة توظيف خبرات نادرة ومكلفة. تتكبد شركات مثل OpenAI نفقات يومية هائلة لتشغيل نماذج مثل شات جي بي تي، حتى في إصدارها المجاني.

ADVERTISEMENT

تشمل التكاليف أيضًا جمع البيانات وتنقيتها وتحضيرها، وهي عمليات تأخذ وقتًا طويلاً وتستهلك الموارد. يُضاف ذلك إلى تحديات اقتصادية واجتماعية قائمة، تجعل من حلم الذكاء الاصطناعي المستقل ترفًا نظريًا أكثر من كونه واقعًا وشيكًا.

toTop