المماليك في الوطن العربي: التاريخ والأهمية والقادة والانحدار

ADVERTISEMENT

حكمت سلطنة المماليك مصر والشام والحجاز من عام 1250 حتى 1517، بعد أن أطاح المماليك بالسلالة الأيوبية. نشأت هذه الطبقة من الجنود العبيد الذين خدموا في الجيوش الإسلامية منذ العصر العباسي، ثم أصبحوا سلالة حاكمة. تولوا السلطة السياسية بفضل قوتهم العسكرية، وبقوا في الحكم حتى أطاح بهم العثمانيون في القرن السادس عشر.

في عام 1249، بعد وفاة الملك الصالح أيوب، استغل المماليك حالة الاضطراب وعيّنوا أحدهم سلطاناً، فأسسوا حكمًا استمر أكثر من قرنين ونصف. قسّم المؤرخون العصر إلى فترتين: الأولى (1250 - 1382) سُمّيت "التركية"، والثانية (1382 - 1517) "الشركسية"، بحسب أصول السلاطين.

ADVERTISEMENT

حقق المماليك انتصارات عسكرية بارزة مثل طرد الصليبيين من الشام، وهزيمة المغول. وسعوا لتوسيع نفوذهم في الحجاز والأناضول والنوبة، وأعادوا الخلافة العباسية في القاهرة لتعزيز شرعيتهم. اقتصاد الدولة اعتمد على الحرف والتجارة، فعادت مصر مركزًا رئيسيًا في طرق التجارة بين الشرق والبحر المتوسط.

من أبرز سلاطينهم بيبرس الأول والناصر محمد بن قلاوون. ومع بداية الحكم الشركسي، بدأ الانحدار بسبب تقديم الانتماء العرقي على الكفاءة، إلى جانب الأوبئة وتراجع الزراعة، وعجز الدولة عن تحقيق الاستقرار الاقتصادي. ظهرت محاولات إحياء في عهد برقوق وبارسباي، لكنها لم تُصمد أمام الضغوط المالية والتوسع البرتغالي والعثماني، حتى هزيمتهم عامي 1516-1517.

ADVERTISEMENT

ثقافيًا، عُرفت الدولة المملوكية بكتابة التاريخ والعمارة، خاصة في القاهرة، حيث بناوا المساجد والمدارس والأضرحة ذات القباب الحجرية. وتركوا أثرًا في دمشق والقدس وطرابلس ومدن أخرى.

بعد سقوط سلطنتهم، بقي المماليك قوة فاعلة في الدولة العثمانية، واحتفظوا بمناصب عليا عبر التدريب والولاء العسكري. في القرن السابع عشر، استعادوا السيطرة الفعلية على الجيش والحكم في مصر، حتى أزالتهم أسرة محمد علي نهائيًا في مذبحة القلعة عام 1811.

toTop