لماذا يعد النوم العميق مهمًا جدًا للذاكرة؟

ADVERTISEMENT

النوم العميق لا يعيد طاقة الجسم فقط، بل يشكّل الذاكرة ويُحسّن الفهم. أثناءه، تنتشر موجات كهربائية بطيئة ومتزامنة تُسمى «موجات النوم البطيئة». تضع هذه الموجات القشرة المخية - المسؤولة عن الذاكرة الطويلة - في وضع مثالي لحفظ المعلومات الجديدة. دراسة نشرتها Nature Communications أوضحت كيف تُرسّخ الموجات الذكريات بترتيب زمني دقيق.

ينقسم النوم إلى أربع مراحل: نوم خفيف (المرحلتان 1 و2)، نوم عميق (المرحلة 3)، ونوم حركة العين السريعة. المرحلة الثالثة هي الأهم لدعم الذاكرة؛ إذ تنقل المعلومات من الحُصين - حيث تُحفظ مؤقتاً - إلى القشرة المخية. النوم العميق يُثبت المعلومات ويُنقلها بشكل أوضح، فيصبح ضرورياً للتعلم والتذكر.

ADVERTISEMENT

النوم العميق يُصاحب موجات دماغية بطيئة تُسجل بتخطيط الدماغ الكهربائي. تبدأ الموجات حين يرتفع الجهد الكهربائي للخلايا العصبية فجأة ثم ينخفض مرة كل ثانية. أثبتت تجارب أن زيادة هذه الموجات يُحسن الذاكرة، لكن التوقيت الأنسب لإجراء الزيادة ظهر حديثاً.

في تجربة نادرة، استخدم فريق ألماني أنسجة دماغ بشرية سليمة أُخذت أثناء عمليات جراحية لمحاكاة موجات النوم البطيئة وقياس تأثيرها على الخلايا العصبية. باستخدام تقنية «الرقعة المتعددة»، وجد الباحثون أن الاتصالات العصبية تزداد كفاءة حين يحدث الارتفاع المفاجئ في الجهد. في تلك اللحظة تكون القشرة المخية في أقصى استعداد لتقبل المعلومات، فيسهل حفظ الذكريات بشكل دائم.

ADVERTISEMENT

النتيجة تفتح باب علاجات للذاكرة تعتمد على تحفيز كهربائي عبر الجمجمة أو إشارات صوتية أثناء النوم. معرفة اللحظة الأنسب لإرسال التحفيز تُحسّن دقة الأساليب وتُقوي الذاكرة لدى المرضى بطريقة فعالة وآمنة. وهكذا يؤكد النوم العميق مرة أخرى أنه ركيزة أساسية لصحة الدماغ وعمله.

toTop