العرب في المناطق الساحلية الصينية (من القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر): منظور تاريخي وجغرافي

ADVERTISEMENT

من القرن العاشر حتى الثالث عشر، زار تجار عرب سواحل الصين بكثافة بسبب ازدهار التجارة البحرية على طريق الحرير. أصبحت قوانغتشو، كوانتشو، هانغتشو مراكز تجارية وثقافية رئيسية عزّزت الروابط بين الصين والعرب.

بدأت الم contactات الرسمية في عهد أسرة هان، بينما استقر عرب في الصين من القرن السابع، وازداد توافدهم في عهدي سونغ ويوان. قدموا عن طريق البحر والبر، وجلبوا تقنيات وثقافة ونظم مالية إسلامية. أنشؤوا أحياء خاصة بهم في الموانئ، شيّدوا مساجد، وشكّلوا شبكة تجارية نشطة.

تركز وجودهم في جنوب الساحل. مسجد هوايشينغ في قوانغتشو ومسجد تشينغجينج في كوانتشو تدلّ على ذلك. في هانغتشو شيّدوا مقابر ومراكز إسلامية تُظهر كثافتهم.

ADVERTISEMENT

تشير الإحصاءات إلى أن عدد الأجانب في عهد سونغ ويوان بلغ بين 10,000 و100,000 شخص في الموانئ، وشكّل العرب والمسلمون 10 - 20 % من سكان تشيوانتشو. شاركوا في تجارة الخزف والحرير، ودفعت الموانئ ضرائب تجارية ضخمة.

اندمج العرب بالزواج المحلي، تعلّموا اللغة، وبنوا علاقات ثقافية. استخدموا الطراز المعماري الصيني في المساجد، وأدخلوا البهارات وطرق الطبخ الشرق أوسطية إلى المطبخ الصيني. شكّلوا لاحقاً نواة مجموعة الهوي المسلمة المعترف بها رسمياً.

اليوم ينتمي أحفادهم إلى أقلية الهوي المسلمة التي حافظت على الإسلام واندمجت في المجتمع الصيني. تُعد هذه الجذور التاريخية أساس علاقات الصين بالعالم العربي الحديثة، وتظهر في التعاون المتزايد ضمن مبادرة الحزام والطريق.

ADVERTISEMENT

مع تطور العلاقات، يُنتظر تعميق التأثير العربي في الصين عبر التبادل التجاري والثقافي. يستمر هذا الإرخ التاريخي في تقريب الجانبين وتعزيز تعاونهما.

toTop