الإرث العربي في مالطا: هل اللغة المالطية انعكاس لذلك؟

ADVERTISEMENT

تقع مالطا، وهي مجموعة جزر في منتصف البحر الأبيض المتوسط، عند نقطة التقاء بين أوروبا وشمال إفريقيا. وضعها الجغرافي جعلها نقطة التقاء للثقافات. حكمها العرب من القرن التاسع حتى الحادي عشر، وتركوا أثراً واضحاً.

تتكون مالطا من ثلاث جزر رئيسية: مالطا، جوزو، وكومينو. تقع قريباً من صقلية وتونس، مما منحها دوراً مهماً في التفاعل الثقافي. بدأ الحكم العربي بغزو الأغالبة سنة 870م، وانتهى بقدوم النورمانديين سنة 1091م. أثر الحكم العربي واضح في البناء، تخطيط المدن، والزراعة، ويبقى ظاهراً في مدن مثل مدينا التي صُممت على الطراز الإسلامي.

ADVERTISEMENT

أدخل العرب أساليب حياة جديدة، منها تقنيات الري وزراعة الحمضيات. أنشأوا مدناً محصنة بشوارع متعرجة تزيد الحماية وتوفّر الظل. ساهموا في تشكيل التركيبة السكانية من خلال تأثيرهم الاقتصادي والحضري.

اليوم، يضم المجتمع المالطي جالية عربية من ليبيا وسوريا. بحسب تعداد 2021، يعرّف 6٪ من السكان أنفسهم عرب. وضعت الدولة سياسات تكامل تعزز التماسك الاجتماعي وتسهّل مشاركة المهاجرين العرب اقتصادياً وثقافياً.

تظهر المساهمة الثقافية للوجود العربي في المطبخ المالطي، المهرجانات، والعلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية. اللغة المالطية تعكس هذا الإرث؛ ثلث مفرداتها الجذرية من أصل عربي، وتشارك في نظام الاشتقاق الثلاثي مثل كَتَب ومَكتوب. تظهر الكلمة العربية في أسماء مدن مثل مدينا (مدينة) ورباط ومَرْسَى.

ADVERTISEMENT

رغم تأثر اللغة المالطية بالإيطالية والإنجليزية والفرنسية، تبقى بنيتها العربية الأصلية واضحة. وهذا يجعلها اللغة السامية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي تُكتب بالحروف اللاتينية.

في هذا السياق، يبقى التأثير العربي في مالطا أكثر من فصل تاريخي؛ هو جزء حي يواصل تشكيل ثقافة البلاد ومجتمعها.

toTop