الأوزيريون : سر غامض تحت الأرض في مصر القديمة

ADVERTISEMENT

الأوزيريون في أبيدوس يُعد من أكثر المعالم الأثرية غموضًا في مصر القديمة. يتميز بتصميم معماري غير مألوف وموقع تحت أرضي. يُنسب عادة إلى الدولة الحديثة، لكن استخدام كتل جرانيتية ضخمة في بنائه يخالف الطرق المعروفة من تلك الفترة، مما يثير تساؤلات حول أصله ووظيفته.

سعر تذكرة دخول الأوزيريون هو الأعلى في مصر، حيث يبلغ 40 ألف جنيه. يُبرر ذلك بسياسة تقييدية تهدف إلى حماية البنية الهشة للمكان، إذ يُسمح بعدد محدود من الزوار، ويتطلب الدخول تصريحًا خاصًا والمرور بمرشد متخصص.

المياه تغمر مقصورات الأوزيريون باستمرار، دون معرفة مصدرها. أجرى جيمس ويستيرمان تحقيقات استمرت عقودًا باستخدام رادار أرضي وتحاليل كيميائية للمياه، وأظهرت نتائج خصائص تختلف عن المياه الجوفية في المنطقة. تشير المعطيات إلى أن المياه تُدفع من الأسفل بضغط عالٍ، لكن لا توجد قناة صخرية معروفة تفسر ذلك، مما يغذي فرضيات عن تكنولوجيا قديمة مفقودة.

ADVERTISEMENT

يرتبط الأوزيريون رمزيًا بإوزوريس، إله البعث، ويُعتقد أنه بُني كتمثيل للعالم السفلي أو كضريح رمزي له. تصميمه الداخلي، خاصة القاعة المركزية والأعمدة العالية، يعزز هذا الارتباط. تؤدي المياه دورًا رمزيًا في طقوس الموت والتجدد، مما يدعم فرضية ارتباطه بالآخرة.

تشير نظريات إلى أن الأوزيريون ربما بُني قبل معبد سيتي الأول، ما يفتح احتمال أن يعود إلى فترة أقدم من الدولة الحديثة، ربما إلى ما قبل الأسرات. يرى باحثون آخرون أن بناءه يعكس معرفة هندسية متقدمة، ربما في الهيدروليكا أو الجيولوجيا، ساعدت على إنشاء نظام مائي ذاتي يعتمد على قوى الطبيعة.

ADVERTISEMENT

رغم الدراسات المكثفة، تبقى ألغاز الأوزيريون قائمة. تعدد التفسيرات يعكس تعقيد الصرح، ويؤكد أنه من أبرز شواهد عبقرية الحضارة المصرية القديمة، مما يجعله وجهة فريدة لعشاق الآثار واستكشاف غموض التاريخ.

toTop