مساحة الأنهار الجليدية في الصين تتقلص بنسبة 26% على مدى ستة عقود

ADVERTISEMENT

شهدت منطقة شمال غرب الصين تسارعًا واضحًا في ذوبان الأنهار الجليدية خلال السنوات الأخيرة. تشير الأبحاث إلى أن الأنهار الجليدية التي تقل مساحتها عن نصف كيلومتر مربع ستختفي بالكامل بحلول عام 2050، حتى لو لم يتغير المناخ بشكل كبير. يتركز معظم الجليد في هضبة تشينغهاي، وهي المنطقة التي تغذي أنهارًا كبيرة مثل اليانغتسي والأصفر ويارلونغ تسانغبو.

منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى عام 2010، تم فقدان خُمس مساحة الجليد في الصين، أي حوالي 12,442 كيلومترًا مربعًا. ذوبان الأنهار الجليدية في الجبال يؤدي إلى زيادة تدفق المياه، ويؤدي أيضًا إلى تكوّن بحيرات محاصرة خلف كتل الجليد. هذه البحيرات تشكل خطرًا كبيرًا عند انهيارها، إذ تسبب فيضانات جليدية مدمرة، وتحدث أحيانًا انهيارات جليدية واسعة النطاق.

ADVERTISEMENT

أظهرت دراسة استمرت سبع سنوات في هضبة تشينغهاي أن المنطقة أصبحت أكثر حرارة ورطوبة وخضرة، مما يقلل من انعكاس أشعة الشمس ويزيد من امتصاص الحرارة، وبالتالي يسرع من عملية الذوبان. يؤكد الخبراء على أهمية الإنذار المبكر، حيث تمكنت الصين عام 2018 من تقليل أضرار انهيار جليدي في نهر يارلونغ تسانغبو من خلال المراقبة الجوية وأجهزة الاستشعار. بناءً على ذلك، تم إنشاء أبراج مراقبة بارتفاع عشرة أمتار لرصد مستويات المياه بشكل فوري، وقد أُطلقت خمسة إنذارات مبكرة حتى مايو 2024.

في صحراء تاكلامكان، أدت ارتفاع درجات الحرارة إلى حدوث فيضانات داخلية غير مسبوقة، نتيجة ذوبان الأنهار الجليدية التي تغذي نهر تاريم. حذر الخبراء من أن هذا التغير في دورة المياه يزيد من غموض مستقبل توفر المياه في المناطق الجافة مثل شينجيانغ.

ADVERTISEMENT

حاول العلماء تقليل الذوبان من خلال تغطية نهر تيانشان الجليدي بمواد تعكس الحرارة، حيث تقلل هذه الطريقة من الذوبان بنسبة تتراوح بين 50 و70 %. لكن الخبير ماثيس هوس يشير إلى أن فعالية هذه الطريقة محدودة وتكلفتها مرتفعة. كما تم تجربة آلة لصنع الثلج في نهر داغو، لكن لم يتم التوصل إلى نتائج نهائية حتى الآن. وفقًا لتقرير اليونسكو لعام 2022، فإن ثلث الأنهار الجليدية في مواقع التراث العالمي قد تختفي بحلول 2050، لكن يمكن إنقاذ الباقي إذا تم الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية بأقل من 1.5 درجة مئوية.

toTop