35 عامًا من هابل: التلسكوب الذي غيّر نظرتنا إلى الكون

ADVERTISEMENT

يحتفل تلسكوب هابل الفضائي بمرور خمسة وثلاثين عامًا على إطلاقه، وأصدرت ناسا بهذه المناسبة معرض صور جديد يعرض مشاهد مذهلة من النظام الشمسي وما وراءه. يُعدّ هابل رمزًا لتحول علم الفلك الحديث. انطلق عام 1990، لكنه واجه بداية صعبة بسبب عيب في مرآته أدى إلى صور ضبابية. في أول مهمة صيانة عام 1993، تركبت عدسات تصحيحية وحدثت الكاميرات، فاستعاد كامل قدرته وأسفر ذلك عن اكتشافات علمية مذهلة.

منذ الإصلاح، سجل هابل نحو 1.7 مليون رصد، وشكلت بياناته أساسًا لأكثر من 22 ألف ورقة علمية. بفضل تلك البيانات الوفيرة، ساهم التلسكوب في الكشف عن أسرار الأكوان البعيدة، ومراقبة الكواكب، والانفجارات النجمية، والمجرات النشطة. صور مثل "أعمدة الخلق" وسديم النسر أصبحت رموزًا ثقافية تزيّن الفصول الدراسية وتلهم الفنانين.

ADVERTISEMENT

أسهم هابل في تحديد عمر الكون وتتبع تمدده، فاكتُشفت طاقة مظلمة تشكل معظم الكون، ورصدت الأغلفة الجوية لكواكب خارج المجموعة الشمسية، وأُثبت وجود ثقوب سوداء فائقة في مراكز المجرات. تلك الإنجازات مهدت الطريق لأجهزة أكثر تقدمًا مثل التلسكوب الفضائي جيمس ويب.

تتيّم هندسة هابل صيانته في الفضاء، إذ أُجريت خمس بعثات مكوكية بين 1993 و2009 لصيانة واستبدال مكوناته الرئيسية. في العقد الأخير، طوّر المهنددون حلولًا برمجية وتقنيات حديثة تتيح استمرار تشغيله بكفاءة. بفضل ذلك التطوير، لا يزال يعمل بالتعاون مع تلسكوب ويب، خاصة في تحليل الأغلفة الجوية للكواكب الخارجية.

ADVERTISEMENT

تُمهد إنجازات هابل الطريق لمرصد العوالم الصالحة للسكن (HWO)، المزمع إطلاقه في أربعينيات القرن الحالي. سيتميز بمرآة أكبر، وحساسية ضوئية تفوق هابل بمئة مرة، ويهدف إلى اكتشاف كواكب بحجم الأرض في مناطق يُحتمل أن تكون صالحة للحياة. لم يكن هابل أداة علمية فحسب، بل مصدر إلهام عالمي، ولا يزال يمدنا برؤية ساحرة للكون.

toTop