هل فرضية الأرض النادرة صحيحة؟

ADVERTISEMENT

تنصّ فرضية الأرض النادرة على أن الحياة المتقدّمة لا تظهر إلاّ إذا اجتمع عددٌ من الشروط الفيزيائية والفلكية والجيولوجية النادرة، بينما يقول مبدأ كوبرنيكوس إن الحياة ليست حالةً استثنائية.

وضع بيتر وارد ودونالد براونلي الفرضية في كتابهما «الأرض النادرة» سنة 2000. استندا إلى قائمةٍ من المتطلّبات الأساسية لكي يحتضن كوكب مثل الأرض كائنات معقّدة: كوكب صخري في المنطقة القابلة للسكن، حقل مغناطيسي يحمي الغلاف الجوي، صفائح تكتونية نشطة، قمر كبير يثبّت الميل المحوري، وموقع بعيد عن مركز المجرة.

رغم تسجيل آلاف الكواكب الخارجية حتى 2025، تبقى الأنظمة التي تضم كوكباً شبيهاً بالأرض من حيث الاستقرار البيئي والمدة الكافية لتطوّر الحياة المتقدّمة شيئاً نادراً. تُظهر السجلات الجيولوجية والقياسات الفلكية والدراسات البيولوجية أن كوكب الأرض يحافظ على توازنٍ دقيق بين الاستقرار والتغيّر.

ADVERTISEMENT

تجد الفرضية دعماً في النماذج الإحصائية والملاحظات التجريبية، لكنّ منتقدين يرون فيها تحيّزاً بشرياً، إذ تقتصر معطياتنا على مجموعةٍ محدودة من الكواكب. يذكّر آخرون بأن الحياة قد تزدهر في بيئات تختلف تماماً عن اليابسة، مثل المحيطات المخفية تحت قشرة الجليد في أوروبا أو إنسيلادوس.

تركّز الفرضية على أن الأرض كوكبٌ فريد وهشّ بيئياً. يؤثّر هذا التصور في نظرة الإنسان إلى مكانته في الكون ويبرز ضرورة حماية الكوكب من تغيّر المناخ وانحسار التنوع البيولوجي.

في موضوع الذكاء خارج الأرض، ترى الفرضية أن احتمال وجود حضارات متقدّدة منخفض. يوجه هذا التشاؤم أولويات التمويل، فيُخصَّص دعم أقل لبعثات مثل «يوروبا كليبر» أو برامج استكشاف المريخ.

ADVERTISEMENT

لم يُحسم قبول الفرضية أو رفضها حتى 2025، غير أنها أثرت في دراسات أصل الحياة عبر تخصّصات متعددة. يُنتظر أن تتيح مراصد مثل «جيمس ويب» وبعثات الكواكب الصالحة للسكن اختبار صحتها ضمن علم الأحياء الفلكي، وتوسيع فهمنا لندرة الحياة المتقدّمة.

toTop