يتعلم الأطفال اللغة في وقت أبكر بكثير مما كنا نعتقد

ADVERTISEMENT

يبدأ الأطفال اكتساب اللغة قبل أن يتجاوزوا الأربعة أشهر، وفقاً لدراسات حديثة، وليس بين الشهر السادس والثاني عشر كما كان يُظن. في ذلك العمر لا يكتفون بسماع الأصوات، بل يدرسون كيف تُنتج حركة الفم واللسان والشفتان كل صوت عبر مراقبة من يحدثهم. بيئة غنية بالكلام وتفاعل يومي متكرر تعزز نمو القدرات اللغوية، بوجه خاص لدى الرضع الأكثر عرضة لتأخر الكلام.

عندما يكون الرضيع بضعة أشهر فقط، يميز فروقاً دقيقة بين أصوات لغات لم يسمعها سابقاً. مع تقدمه في السنة الأولى يضيق اهتمامه تدريجياً على الأصوات التي ترد أمامه يومياً؛ تُسمى هذه الظاهرة التناغم الإدراكي. يبدأ تمييز الحركات بحلول الشهر السادس، ويتبعه تمييز الحروف الساكنة نحو الشهر العاشر. ذلك التمرّس يسهّل عليه لاحقاً التفريق بين أصوات متقاربة مثل «b» و«d».

ADVERTISEMENT

لفهم كيفية التعلم في تلك المرحلة، درس الباحثون أرباً وثلاثين رضيعاً تتراوح أعمارهم بين أربعة وستة أشهر. وضعوا لهم لغة مصغّرة اخترعوها لهذا البحث، تتضمن مقاطع تُنطق بالشفة أو بقَمَع اللسان، وربطوا كل مقطع بصورة كرتونية. بعد ذلك عرضوا فيديوهات صامتة لأشخاص ينطقون تلك المقاطع، فتأمل الأطفال وقتاً أطول عندما تطابقت حركة الشفاه أو اللسان مع الصوت الذي سبق أن ربطوه بالصورة، ما يدل على أنهم ربطوا بين الصوت والمشهد البصري منذ الأشهر الأولى.

النتيجة تعيد صياغة صورتنا لتعلم اللغة، إذ تُظهر أن الرضيع لا يستقبل الكلام فحسب، بل يشارك بفاعلية في بناء خبرته اللغوية. وتفتح الباب أمام برامج تدخل مبكرة تهدف إلى دعم من يُتوقع لهم صعوبات لغوية لاحقاً. كما تُلمّح إلى أن القدرة على تعلّم الفروقات الصوتية الدقيقة تبقى قائمة في أول العام، وأن نشأة الطفل في بيئة متعددة اللغات يؤثر في هذه القدرة. من ثم تبرز أهمية أن يحيط بالرضيع كلام غني منذ الأشهر الأولى.

toTop