ربما وصل الماء إلى الأرض متأخراً عما كان يُعتقد

ADVERTISEMENT

تشكلت الأرض قبل نحو 4.55 مليار سنة ككوكب منصهر ضمن السديم الشمسي. معرفة اللحظة التي استقر فيها الماء السائل على سطحها أمر أساسي لفهم التطور الجيولوجي والمناخي للكوكب ونشوء الحياة. النصوص الدينية في التقاليد الإبراهيمية والقرآن الكريم جعلت الماء محوراً في بداية الأرض، رغم أنها لا تقدم توقيتاً علمياً دقيقاً.

النظريات العلمية الأولى افترضت أن الأرض بدأت جافة، ثم جاءها الماء لاحقاً من الكويكبات والمذنبات الغنية بالكربون. الدليل النظائري، خصوصاً نسبة الديتيريوم إلى الهيدروجين في النيازك، يدعم هذا الاقتراح. لاحقاً، أظهرت زركونات عمرها 4.4 مليار سنة تعرضها لماء سائل، وتشير نماذج دورة الكربون إلى وجود مياه مبكرة ساهمت في تنظيم مناخ الأرض.

ADVERTISEMENT

نماذج تجمع الهيدروجين من الداخل والخارج تقول إن الماء جاء من مصدرين: جزء منه خرج من صهارة الأرض أثناء تكوّنها، وجزء آخر أتى من الكويكبات الكربونية، مع مساهمة المذنبات التي لا تتجاوز 10 %.

نتائج حديثة من جامعة روتجرز وأكسفورد أشارت إلى تدفق مائي وصل إلى أعلى مستوياته بعد اصطدام الأرض بالجرم الذي شكّل القمر. كما أثبت وجود الهيدروجين في كوندريتات الإنستاتيت أن الأرض تحتوي على مكون داخلي رطب يسمح بتكوّن الماء من داخلها.

الجدول الزمني يُظهر أول أثر للماء قبل 4.4 مليار سنة، مع تدفق إضافي بين 4.2 و4.0 مليار سنة. وجود الماء ساعد على بدء حركة الصفائح التكتونية ونشوء مناخ مستقر، وهو ما مهّد لظهور الحياة في وقت مبكر.

ADVERTISEMENT

التركيب النظائري لماء الأرض يطابق تركيب وشاحها، والحسابات تشير إلى أن كوندريتات الإنستاتيت تحتوي على كمية كافية لتكوين ثلاثة محيطات، بينما تضيف الكوندريتات الكربونية نحو 5 %.

يقود هذه الدراسات علماء بارزون مثل جوناثان أونيل وتوم باريت ولوريت بياني، وتُعد نتائجهم ثورية لفهم أصل الماء وتأثيره في تهيئة الكواكب للحياة. الأبحاث مستمرة عبر التحاليل الطيفية والنمذجة الإشعاعية والمهام الفضائية إلى الكويكبات والكواكب.

الخلاصة تشير إلى أن الأرض ربما تكونت وهي تحتوي على الماء، وأنه كان موجوداً منذ البداية، وهو ما يغيّر الرؤية التقليدية لأصل المياه على الكواكب وله تبعات على إمكانية وجود حياة على كواكب أخرى.

toTop